نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 90
و قام سوق ذي المجاز فحضرت به و بها يومئذ عراف يؤتى إليه بالصبيان ينظر إليهم من هوازن، فلما نظر إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و إلى الحمرة التي في عينيه و إلى خاتم النبوة صاح: يا معشر العرب! فاجتمع إليه أهل الموسم فقال: اقتلوا هذا الصبي و لا يرون شيئا قد انطلقت به أمه، فيقال له: ما هو؟ فيقول: رأيت غلاما و آلهته ليغلبن أهل دينكم و ليكسرن أصنامكم و ليظهرن أمره عليكم.
فطلب بذي المجاز [1] فلم يوجد، و رجعت به حليمة إلى منزلها، فكانت بعد هذا لا تعرضه لأحد من الناس، و لقد نزل بهم عراف، فأخرج إليه صبيان أهل الحاضر و أبت حليمة أن تخرجه إليه، إلى أن غفلت عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فخرج من المظلة فرآه العراف فدعاه، فأبى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و دخل الخيمة، فجهد بهم العراف أن يخرج إليه فأبت، فقال: هذا نبي [هذا نبي] [2]، قالوا: فلما بلغ أربع سنين كان يغدو مع أخيه و أخته في البهم قريبا من الحي.
فبينا هو يوما مع أخيه في البهم، إذ رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قد أخذته غمية، فجعل يكلم رسول اللَّه فلا يجيبه، فخرج الغلام يصيح بأمه: أدركي أخي القرشي! فخرجت أمه تعدو، و معها أبوه فيجدان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قاعدا منتقع اللون، فسألت أمه أخاه: ما رأيت؟ قال: رأيت طائرين أبيضين وقعا [3]، فقال أحدهما: أ هو هو؟ فقال: نعم، فأخذاه فاستلقياه على ظهره فشقا بطنه فأخرجا ما كان في بطنه، ثم قال أحدهما: ائتني بماء ثلج، فجاء به فغسل بطنه، ثم قال:
ائتني بماء برد [4]، فجاء به فغسل بطنه ثم أعاده كما هو.
قال: فلما رأى أبواه [5] ما أصابه شاورت أمه أباه و قالت: نرى أن نرده على [6] أمه، إنا نخاف أن يصيبه عندنا ما هو أشد من هذا فنرده إلى أمه فيعالج،