نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 43
[ ()]
ترى المهديّ حين ترى عليه* * * و نورا قد تقدّمه إماما
و قالت أيضا:
فكل الخلق يرجوه جميعا* * * يسود الناس مهتديا إماما
برأه اللَّه من نور صفاء* * * فأذهب نوره عنا الظلاما
و ذلك صنع ربك إذ حباه* * * إذا ما سار يوما أو أقاما
فيهدي أهل مكة بعد كفر* * * و يفرض بعد ذلكم الصّياما
قال البيهقي: قلت: و هذا الشيء قد سمعته من أخيها في صفة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم). و يحتمل أن كانت أيضا امرأة عبد اللَّه مع آمنة.
قال الدكتور عبد المعطي قلعجي محقق (دلائل البيهقي) تعليقا على هذا الخبر: خبر غريب موضوع، لا سند له، و لا منطق يؤيده، و يناقض الأحاديث الصحيحة، تناقلته كتب السيرة بما دسّه عليها أعداء الإسلام، من يهود، و سبيئة، و شانئين، و منافقين.
1- فرغم ما عرف عن تمسك المؤرخين بالسند، و أن كل الأخبار الصحيحة وردت بالسند القوي المتواتر، فهذا الخبر ليس له سند، فلا هو بمتصل، و لا بمرفوع، لا، بل نقله (الطبري):
2/ 243، [ابن هشام: 1/ 291]، [البيهقي: 1/ 102]، [المقريزي في النسخة (خ) من إمتاع الأسماع]، [بقولهم جميعا]: «فيما يزعمون».
2- إن متنه و ما تضمنه من حكاية المرأة التي عرضت الزنا على عبد اللَّه و هو حديث عهد بزواج، تناقض الأحاديث الصحيحة، من طهارة و شرف نسب الأنبياء، و أن هذه الطهارة، و هذا الشرف من دلائل نبوتهم،
قال (صلى اللَّه عليه و سلم): «إن اللَّه اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل، و اصطفى من بني كنانة قريشا، و اصطفى من قريش بني هاشم، و اصطفاني من بني هاشم».
و هذا الحديث في الترمذي و مسند أحمد،
و أن اللَّه طهره من عهر الجاهلية و أرجاسها، و والده عبد اللَّه كان صورة طبق الأصل من عبد المطلب، و لو أمهله الزمن لتولى مناصب الشرف التي كانت بيد عبد المطلب، و كان شعاره الّذي التزمه طيلة حياته:
أما الحرام فالممات دونه
رجل هذا شأنه، هل نطمئن إلى هذه الروايات المزعومة، و أنه بعد أن دخل بزوجته آمنة، عاد فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها: «مالك لا تعرضين عليّ اليوم ما كنت عرضت عليّ بالأمس؟»!!.
3- تخبطت الروايات في اسم المرأة، فهي مرة امرأة من خثعم، و مرة أم قتال أخت ورقة ابن نوفل، و مرة هي ليلى العدوية، و مرة كاهنة من أهل قبالة متهوّدة، و مرة أنه كان متزوجا بامرأة أخرى غير آمنة ... إلخ هذا التخبط الدال على الكذب، و لما ذا اختار الرواة أخت ورقة ابن نوفل، أو امرأة كانت قد قرأت الكتب؟!.
4- إننا إذا نظرنا إلى الشعر الوارد في هذا الخبر على لسان المرأة، لوجدناه شعرا ركيكا، مزيفا، مصنوعا، ملفقا، مضطرب القافية، محشورة الكلمات فيه بشكل مصطنع واضح الدلالة على تلفيقه، و بهذا كله يسقط هذا الخبر الواهي، و يدل على هذا قول ابن إسحاق، و الطبري،
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 43