نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 4
فارحل [1] إلى الصفوة من هاشم* * * و اسم بعينيك إلى رأسها
قال: فلم أرفع بقوله رأسا و قلت: دعني أنام [2]، فإنّي أمسيت ناعسا، فلما أن كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله و قال: أ لم أقل لك يا سواد بن قارب:
قم فافهم و اعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤيّ بن غالب يدعو إلى اللَّه و إلى عبادته، ثم أنشأ الجنّي و هو يقول:
عجبت للجن و تطلابها* * * و شدّها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى* * * ما صادق الجن ككذّابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم* * * ليس قداماها [3] كأذنابها
قال: فلم أرفع بقوله رأسا، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني و ضربني برجله و قال: أ لم أقل لك يا سواد بن قارب: افهم و اعقل إن كنت تعقل أنه قد بعث رسول من لؤيّ بن غالب يدعو إلى اللَّه و إلى عبادته، ثم أنشد [4] الجني يقول:
عجبت للجن و أخبارها* * * و شدها العيس بأكوارها [5]
تهوي إلى مكة تبغي الهدى* * * ما مؤمنو [6] الجن ككفارها
فادخل إلى الصفوة من هاشم* * * بين روابيها [7] و أحجارها
فوقع في نفسي حب الإسلام، و رغبت فيه، فلما أصبحت شددت على راحلتي فانطلقت متوجها إلى مكة، فلما كنت ببعض الطريق أخبرت أن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قد هاجر إلى المدينة، فأتيت المدينة فسألت عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فقيل لي: في المسجد، فانتهيت إلى المسجد فعقلت ناقتي و إذا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و الناس حوله، فقلت: اسمع مقالتي يا رسول اللَّه، فقال أبو بكر رضي اللَّه عنه: ادنه ادنه، فلم يزل بي حتى صرت بين يديه فقال: هات، فأخبرني بإتيانك رئيّك، فقلت: