نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 381
تنبيه مفيد
كتب أبو بكر بن فهد الهاشمي سوى القرآن معجزات شهيرات، و آيات على صدق نبوّته بينات، وجدت منه (صلى اللَّه عليه و سلم) في مواطن مختلفة، و أحوال متغايرة، بلغ مجموعها التواتر الّذي يورث علما ضروريا، كشجاعة عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، وجود حاتم الطائي، و مع ذلك فهذا القرآن الكريم بأيدينا، نتلوه بألسنتنا، و نحفظه في صدورنا، لا نرتاب فيه، معجزة قائمة أبدا، ينادي على منار التحدي:
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ[1]، ثم إذعان الملوك للمصطفى (صلى اللَّه عليه و سلم) مع ضعف حاله و عدم ماله، و إقرار أهل الكتاب بصفته، و اجتماع العرب [بأسرها] [2] على نصرته و موالاته، بعد تنافرها و تقاطعها، و تدابرها في ذات نفسها، و شدة محاربتها له، و مبالغتها في عداوته، من أكبر الدلالة على صدقة (صلى اللَّه عليه و سلم)، و من أراد أن يعلم كيفية نقل الكافة الّذي لا يجوز فيه الغلط، و لا يمكن فيه الكذب، و لا يدخله الخلل و لا الخطأ بوجه من الوجوه البتة.
فينظر كيف نقل القرآن الكريم، و كيف نقلت أحوال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و أعلامه التي ذكرت في القرآن، من الرمية التي رماها، و إنذاره بالغيوب، و دعائه اليهود إلى تمني الموت، و دعائه النصارى إلى المباهلة، و دعائه جميع مشركي العرب أن يأتوا بمثل هذا القرآن، و توبيخهم بالعجز، و توبيخ اليهود بأنهم لا يتمنوا الموت، علما منه (صلى اللَّه عليه و سلم) بأنهم عاجزون عن ذلك، ممنوعون عن النطق به.
و قصة رمي أصحاب الفيل بالطير الأبابيل، فإن هذا نقله اليماني، و هو عدوّ مضر الذين هم رهط رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أهله، و نقله المضري و اليماني، و هم كلهم أعداء متضادون متنافرون.