responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 368

فقال ائذن لي أرضا أعبد اللَّه فيها لا أخاف أحدا، فأذن له فأتى النجاشيّ، قال عمير: فحدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت مكانه حسدته فقلت: لأستقبلن لهذا و أصحابه، فأتيت النجاشي فقلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا، و إنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، و إنك إن لم تصله و أصحابه لم أقطع إليك هذه النطفة أنا و لا أحد من أصحابي أبدا، قال: أدعه، قلت إنه لا يجي‌ء فأرسل معي رسولا، فانتهينا إلى الباب فنادينا، فقلت: اندب لعمرو بن العاص، و نادى هو خلفي، ائذن لحرب اللَّه، فسمع صوته فأذن له من قبل، فدخل هو و أصحابه، ثم أذن لي فجلست، فذكر أين كان مقعده من السرير، قال: فذهبت حتى قعدت بين يديه و جعلته خلفي، و جعلت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي، فقال النجاشي: بحروا، قال عمير: أي تكلموا.

فقلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا، و يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، و إنك إن لم تقتله و أصحابه لم يقطع إليك هذه النطفة، أنا و لا أحد من أصحابي أبدا، فقال جعفر: صدق، هو ابن عمي و أنا على دينه، فصاح و قال:

أوه! حتى قلت: ما لابن الحبشة لا يتكلم؟ و قال: أ ناموس مثل ناموس موسى؟

فقال: ما تقول في عيسى ابن مريم؟ قال: نقول: هو روح اللَّه و كلمته، فتناول شيئا من الأرض و قال: ما أخطأ في أمره مثل هذا، و اللَّه أولى بملكي لأتبعنكم، و قال: ما أبالي أن لا تأتيني أنت و لا أحد من أصحابك أبدا، أنت آمن في أرضي، فمن ضربك قتلته، و من سبّك غرّمته، ثم قال لآذنه: متى استأذنك هذا فأذن له إلا أن أكون عند أهلي فأخبره أني عند أهلي، فإن أبي فأذن له.

قال: فتفرقنا، و لم يكن أحد ألقاه خاليا أحب إليّ من جعفر، فاستقبلني في طريق مرة، فنظرت خلفه فلم أر أحدا، و نظرت خلفي فلم أر أحدا، فدنوت منه فقلت له: أ تعلم أني أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أشهد أن محمدا عبده و رسوله؟

قال قد هداك اللَّه فاثبت، و تركني و ذهب، و أتيت أصحابي فكأنما شهدوه معي، فأخذوا قطيفة أو ثوبا فجعلوه عليّ حتى غموني فيها، فجعلت أخرج رأسي من‌

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست