responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 357

إسلام الطفيل بن عمرو الدوسيّ‌

[1] و روى إبراهيم بن سعيد عن محمد بن إسحاق، و روى الواقدي أيضا من حديث عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسيّ- و له حلف في قريش- قال: كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) على ما يرى من قومه يبذل لهم النصيحة، و يدعوهم إلى النجاة [مما] [2] هم فيه، و جعلت قريش حين منعه اللَّه منهم يحذرونه الناس، و من قدم عليهم من العرب.

و كان الطفيل بن عمرو الدوسيّ يحدث أنه قدم مكة، و رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بها، و مشى إليه رجال من قريش، و كان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا، فقالوا له:

يا طفيل! إنك قدمت بلادنا، و هذا الرجل الّذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، و فرق جماعتنا، و إنما قوله كالسّحرة، يفرق بين الرجل و بين أبيه، و بين الرجل و بين أخيه، و بين الرجل و بين زوجته، و إنا نخشى عليك و على قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمنه و لا تسمع منه، قالوا: فو اللَّه ما زالوا بي حتى أجمعت على أن لا أسمع منه شيئا و لا أكلمه، حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا [3]، فرقا أن يبلغني من قوله و أنا لا أريد أن أسمعه.

قال: فغدوت المسجد، فإذا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قائم يصلي عند الكعبة، قال:

فقمت قريبا منه، فأبى إلا أن يسمعني بعض قوله، قال: فسمعت كلاما حسنا قال: فقلت في نفسي: وا ثكل أمي، و اللَّه إني لرجل لبيب شاعر، ما يخفى عليّ الحسن من القبيح، فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان الّذي يأتي به حسنا قبلته، و إن كان قبيحا تركته، قال: فمكثت حتى انصرف رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى بيته، فأتبعته، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فقلت: يا محمد! إن قومك قالوا لي: كذا و كذا، فو اللَّه ما برحوا يخوفوننى أمرك حتى سددت أذني‌


[1] هو الطّفيل بن عمرو الدوسيّ، صاحب النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، كان سيدا مطاعا من أشراف العرب، و دوس بطن من الأزد، و كان الطفيل يلقب ذا النور، أسلم قبل الهجرة بمكة. له ترجمة مطولة في: (سير أعلام النبلاء): 1/ 344- 347، ترجمة رقم (75)، (طبقات ابن سعد): 4/ 237، (طبقات خليفة): 13/ 224، (تاريخ خليفة): 111، (الجرح و التعديل): 4/ 489.

[2] زيادة للسياق من (دلائل أبي نعيم).

[3] الكرسف: القطن.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست