نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 290
و قال أبو عمر البزار حفص بن سليمان بن المغيرة، عن عاصم بن أبي النجود، و عطاء بن السائب، و محمد بن أيوب الثقفي، و ابن أبي ليلى، عن عبد الرحمن السلمي أنه قال: كانت قراءة أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و زيد بن ثابت، و المهاجرين، و الأنصار رضي اللَّه عنهم جميعا واحدة. و أبو موسى الأشعري رضي اللَّه عنه حفظ القرآن و العلم، قرأ عليه أبو رجاء العطاردي، و حطان الرقاش.
قال مسلم بن إبراهيم: حدثنا قرة عن أبي رجاء قال: كان أبو موسى يطوف علينا في هذا المسجد- مسجد البصرة- فيقعدنا خلفا فيقرئنا القرآن، فكأني انظر إليه بين ثوبين له أبيضين، و عنه أخذت هذه السورة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[1]، و كانت أول سورة أنزلها اللَّه عزّ و جلّ على محمد (صلى اللَّه عليه و سلم).
و أبو الدرداء رضي اللَّه عنه قرأ القرآن على عهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، يقال أن عبد اللَّه بن عامر قرأ عليه. قال سويد بن عبد العزيز: كان أبو الدرداء إذا صلّى الغداة في جامع دمشق، اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، و على كل عشرة عريفا، و يقف هو في المحراب يرمقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفهم، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء فيسأله عن ذلك، و كان ابن عامر عريفا على عشرة، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر.
و عن مسلم بن مشكم قال: قال لي أبو الدرداء: أعدد من يقرأ عندي القرآن، فعددتهم ألفا و ستمائة و نيفا، و كان لكل عشرة منهم مقرئ، و كان أبو الدرداء يطوف عليهم قائما، و إذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء، فهؤلاء الذين روى الحفاظ أنهم حفظوا القرآن في حياة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أخذ عنهم القرآن عرضا، و عليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة.
و قد جمع القرآن من أصحاب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) غير من سمينا، و هم: معاذ بن جبل، و أبو زيد، و سالم مولى أبي حذيفة، و عبد اللَّه بن عمر، و عقبة بن عامر، و لكن لم يتصل بنا قراءتهم.
و قال ابن الكلبي: و قيس بن سكن بن قيس بن زيد بن حزام، [يكنى] أبا زيد، و قتل يوم [جسر أبي عبيد] [2]، و هو أحد القراء الذين جمعوا القرآن على عهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم).