responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 277

و خزاعة و أسدا و ضبّة و ألفافها لقربهم من مكة، و تكرارهم عليها، ثم بعد هذه تميما و قيسا و من انضاف إليهم وسط الجزيرة.

فلما بعثه اللَّه تعالى و يسّر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة، و هي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف، و هي اختلافات في العبارات حسب ما تقدم.

قال ثابت بن قيس: لو قلنا من هذه الأحرف لقريش، و منها لكنانة، و منها لأسد، و منها لهذيل، و منها لتميم، و منها لضبة و ألفافها، و منها لقيس، لكان قد أتى على قبائل مضر في سبعة تستوعب اللغات التي نزل بها القرآن، و هذا نحو ما ذكرناه.

و هذه الجملة هي التي انتهت إليها الفصاحة، و سلمت لغاتها من الدّخل، و يسّرها اللَّه لذلك، لتظهر آيات نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه، و سبب سلامتها: أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز، و نجد، و تهامة، لم تطرقها الأمم، فأما اليمن و هو جنوب الجزيرة، فأفسدت كلام عربه خلطه الحبشة و الهنود، على أن أبا عبيد القاسم بن سلام، و أبا العباس المبرد قد ذكرا أن عرب اليمن من القبائل التي نزل القرآن بلسانها.

قال ابن عطية: و ذلك عندي إنما هو فيما استعملته عرب الحجاز من لغة اليمن، كالعرم و الفتاح، فأما ما انفرد به كالرجيح، و الغلوب و نحوه، فليس في كتاب اللَّه منه شي‌ء، و أما ما [والى‌] [1] العراق من جزيرة العرب، و هي بلاد ربيعة و شرقيّ الجزيرة، فأفسدت لغتها مخالطة الفرس و النّبط، و نصارى الحيرة و غير ذلك، و أما الّذي يلي الشام و هو شمال الجزيرة و غيرهم فأفسدها مخالطة الروم، و كثير من بني إسرائيل، و أما غربي الجزيرة، فهو جبال سكن بعضها هذيل و غيرهم، و أكثرها غير معمور، فبقيت القبائل المذكورة سليمة اللغات، لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم.

و يقوي هذا النوع أنه لما اتسع نطاق الإسلام، و داخلت الأمم العرب و تجرد


[1] زيادة للسياق و البيان.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست