responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 197

و أما ذرية يعقوب (عليه السلام) الذين هم بنو إسرائيل‌

فإن اللَّه تعالى سخط عليهم بسوء أعمالهم، و ضرب عليهم الذلة و المسكنة، و لعنهم على لسان داود و عيسى ابن مريم، و أنزل فيهم الكتاب، و جعل منهم القردة و الخنازير، و قطعهم في الأرض أمما، و جعل الذين اتبعوا الحق فوقهم إلى يوم القيامة، فبان بهذا أن الّذي آتاه اللَّه تعالى من الخير لنبيا محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) أجل و أعظم مما أوتيه يعقوب (عليه السلام)، و كذلك تميز نبينا (صلى اللَّه عليه و سلم) على يعقوب في محنته، و ذلك أن كلا منهما ابتلى بفقد ولده.

فأما يعقوب فإنه حزن على فقد يوسف حتى كاد يكون حرضا من الحزن، فإن حزنه كان حزن إيلاف و مضض و اشتياق و وجد، بدليل قوله: يا أَسَفى‌ عَلى‌ يُوسُفَ‌ [1]، فأصابه بفقد ولد واحد من جملة اثنى عشر ولدا هذا الأسف، و نبينا محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) فجع بوحيده من الدنيا، و قرّة عينه في حياته، فلم يجزع بل صبر و احتسب، و وفى بصدق الاختيار، مسلّما إلى ما سبقت به الأقدار،

فقال (صلى اللَّه عليه و سلم)و إنا عليك يا إبراهيم لمحزونون.

فكان سلوكه (صلى اللَّه عليه و سلم) في ذلك و في جميع أحواله منهج الرضا عن اللَّه تعالى، و الاستسلام له فيما يقضي ويحكم، و لم يتأسف، بل رضى و استسلم، ففاق صبره (صلى اللَّه عليه و سلم) على صبر يعقوب (عليه السلام)، لفضل قوته و علو مقداره و مكانته (صلى اللَّه عليه و سلم).


[1] يوسف: 84.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست