responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 194

و أما إدريس (عليه السلام)

فإن اللَّه تعالى قال في حقه: وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا، و العلوّ من الأمور النسبية، فتارة يكون علوّ مكان، و تارة و تارة يكون علوّ مكانة، فعلوّ المكان:

مقام إدريس (عليه السلام)، و هو على ما روى الفلك الرابع، رفعه اللَّه إليه.

و أما علو المكانة: فهو الّذي خص اللَّه تعالى به المقام المحمدي، قال تعالى:

وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ‌ [1]، فهو سبحانه و تعالى [منّزه‌] عن المكان لا عن المكانة، و علو المكانة أجلّ من علو [المكان‌] [2]، و قد خصّ اللَّه سبحانه نبينا محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) من علو المكانة بما لم ينله أحد غيره، قال تعالى: وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ‌ [3]، فرفع اللَّه تعالى ذكره (صلى اللَّه عليه و سلم) في الدنيا و الآخرة، فليس خطيب و لا صاحب صلاة إلا ينادي: أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدا رسول اللَّه، فقرن تعالى اسمه الكريم باسمه (صلى اللَّه عليه و سلم) في توحيده و الشهادة بربوبيته، في مشارق الأرض و مغاربها، و جعل ذلك مفتاحا للصلوات المفروضات.

روى [عن‌] [4] ابن لهيعة، عن دراج عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللَّه عنه‌ في قوله تعالى: وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ‌ [5] قال: قال لي جبريل (عليه السلام): قال اللَّه: إذا ذكرت ذكرت معي.

و قال عثمان بن عطاء الزهري، عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)لما فرغت مما أمرني اللَّه به من أمر السموات و الأرض قلت: يا رب، إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد كرّمته، جعلت إبراهيم خليلا، و موسى كليما، و سخرت لداود الجبال، و لسليمان الريح و الشياطين، و أحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله؟ أن لا أذكر إلا ذكرت معي، و جعلت صدور أمتك أناجيل يقرءون ظاهرا، و لم أعطها أمة، و أنزلت عليك كلمة من كنوز عرشي (لا حول و لا قوة إلا باللَّه العلي العظيم).


[1] محمد: 35.

[2] زيادة للبيان.

[3] الشرح: 4.

[4] زيادة للسياق.

[5] الشرح: 4.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست