responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 185

يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ‌ [1].

و لم يخاطب سبحانه غيره من الرسل إلا باسمه، فقال تعالى: يا آدَمُ‌ [2]، يا نُوحُ‌ [3]، يا إِبْراهِيمُ‌ [4]، يا مُوسى‌ [5]، يا يَحْيى‌ [6]، يا داوُدُ [7]، يا عِيسى‌ [8]، و كل ذي عقل سليم يرى أن الخطاب للرجل بكنية أجل و أعظم من دعائه و خطابه به [من‌] [9] ندائه باسمه.

و لما رماه (صلى اللَّه عليه و سلم) المشركون بما رموا به من قبله من رسل اللَّه تعالى منذ عهد نوح فقالوا: مجنون، و ساحر، و شاعر، و نحو ذلك من افترائهم الّذي نزه اللَّه عنه رسله (عليهم السلام)، احتمل (صلى اللَّه عليه و سلم) أذاهم، و صبر على تكذيبهم له، ثقة منه بأن اللَّه تعالى تولى نصرته، و أنه وليه و ظهيره، و لم يسلك مسلك من تقدمه من الرسل، في انتصارهم لأنفسهم، كقول نوح لما قال له قومه: إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ [10]، فقال مجيبا عن نفسه: يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَ لكِنِّي رَسُولٌ‌ [11]، و كقول هود لما قال له قومه: إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ [12] فقال دفعا عن نفسه: يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ [13]، [و] [14] كما قال [فرعون‌] [15] لموسى: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى‌ مَسْحُوراً [16]، فنصر نفسه بنفسه فقال: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً [17]، و لما قال المشركون لمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم): أَ إِنَّا لَتارِكُوا [18] آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ‌ [19]، و قالوا: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ‌ [20]، سكت (صلى اللَّه عليه و سلم) صابرا محتسبا.

فتولى اللَّه تعالى نصرته بوحي يتلى على مر الأيام إذا يقول: وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ


[1] المزمل: 1.

[2] البقرة: 33، 35، الأعراف: 19، طه: 117.

[3] هود: 46، 48.

[4] هود: 76، الصافات: 104.

[5] طه: 11، 17، 19، 36، 40، 83، النمل: 9، 10، القصص: 30، 31.

[6] مريم: 12.

[7] ص: 26.

[8] آل عمران: 55، المائدة: 110، 116.

[9] زيادة للسياق.

[10] الأعراف: 60.

[11] الأعراف: 61.

[12] الأعراف: 66.

[13] الأعراف: 67.

[14] زيادة للسياق.

[15] زيادة للسياق.

[16] الإسراء: 101.

[17] الإسراء: 102.

[18] في (خ): «لتاركوا».

[19] الصافات: 36.

[20] الحجر: 6.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست