نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 179
[الآية]
و أما الآية: فإنّها العلامة، و المعجبة، و الخارقة للعادة، فهي أعم من المعجزة، لأن من شرط المعجزة التحدي بها، بخلاف الآية، فقد لا يتحدى بها، بل تظهر خارقة للعادة على يد النبي، و إن لم يتحد بها في الحال، فعلى هذا يقال لما تقدم من ذلك البعثة النبويّة، بل وجوده (عليه السلام) آية، و لا تقال له: معجزة، إلا بنوع من المجاز بنا، على أن المعجزة بمعنى الخارقة في الجملة، و لذلك لما وقع من ذلك بعد وفاته (عليه السلام) آية، لأن الآية تشمل المعجزة و غيرها.
و قد تغلغل بنا الكلام في هذه المهمات، و فيها فوائد تعود بخير لمن وفقه اللَّه إلى سواء السبيل، و هذا حين أشرع في إيراد ما أمكن من معجزات رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فأقول:
اعلم أن معجزات الرسول (صلى اللَّه عليه و سلم) كثيرة جدا، و قد ذكر بعض أهل العلم أن أعلام نبوته تبلغ ألفا [1]، و قال القاضي أبو بكر بن العربيّ [2]: و النبي إذا عظم قدره عظمت أسماؤه، و أما معجزاته فقد بينا في كتاب- (الأصول و الإملاء لأنوار الفجر) [3] ألف معجزة جمعناها للنّبيّ (صلى اللَّه عليه و سلم)، منها ما هو في القرآن قد تواتر، و منها ما نقل آحادا، و مجموعها خرق للعادة على يديه (صلى اللَّه عليه و سلم).
و كانت صورة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هيئته و سمته و شمائله، تدل العقلاء على صدقه، و لهذا قال عبد اللَّه بن سلام: فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، و لذا كان من سمع كلامه، و رأى آدابه، لم يدخله شك، و قد كان في صغر سنه و بدء [4] أمره، يعرف بالأمانة و الصدق و جميل الأخلاق، كما تقدم ذكره.