responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 150

الحجة العاشرة

من نظر في دين الإسلام فإنه يجده معظما لعيسى و موسى و غيرهما من الرسل، بحيث أن من سب أحدا منهم أو [انتقصه‌] [1] قتل، و نرى اليهود [ينتقصون‌] [1] من المسيح، و هم [و النصارى‌] ينتقصون محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم).

[و اعلم‌] [1] أن المسلمين أهل حق لا يشوبه تحامل، و أن اليهود و النصارى أهل عناد و تجاهل، فإن قالت اليهود: إنما غضضنا [2] من المسيح و محمد لأنهما كاذبان، قلنا: فالذي يثبت به صدق موسى (عليه السلام) قد أتى المسيح بما هو أعظم منه، فمقتضى التصديق مشترك، فإما أن تصدقوا الاثنين أو تكذبوهما، أما الفرق فهوى و تحامل.

و إن قالت [النصارى‌] [1] إنما انتقصنا محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) لأنه ليس بصادق، قلنا:

يلزمكم مقالة اليهود في أنهم إنما انتقصوا المسيح لأنه ليس بصادق، فإن قالوا: اليهود كفار عاندوا، قلنا: كذلك أنتم بالنسبة إلى [من‌] [1] ينتقص محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم).

فإن قيل: اليهود عاندوا بعد قيام الحجة بإظهار المعجز، و نحن لم يأتنا محمد بمعجز، قلنا: قد جاءكم بمعجزات سبق تقريرها، و لكن عاندتم أو جهلتم، و لهذا سمي اللَّه تعالى اليهود الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‌ [3] و النصارى الضالين [3]، لأن تكذيب اليهود عناد، و تكذيب النصارى يغلب عليه الجهل، و لو أعطيتم النظر حقه لوفقتم و رشدتم، فثبت بثبوت هذه الأدلة أن محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم المكيّ الهاشمي (صلى اللَّه عليه و سلم) [رسول‌] [1] حق و نبي صدق.


[1] زيادة للسياق.

[2] غضضنا: أنقصنا.

[3] آخر سورة الفاتحة.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست