responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 140

و أما الأدلة على صحة دين الإسلام و صدق نبينا محمد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)

فأحدهما:

أن محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) ادعى النبوة و ظهرت المعجزة على وفق دعواه، و كل من كان كذلك كان رسول اللَّه حقا، فمحمد رسول اللَّه حقا، أما دعواه النبوة فمتواترة أيضا لو لم يدّع النبوة لما كان لنزاع الخصم فائدة، و أما ظهور المعجزة فلأنه أتى بالقرآن و هذا متواتر أيضا.

و أما أن القرآن معجزة فلأنه تحدى البلغاء، بل الجن و الإنس بمعارضته على أبلغ الوجوه فقال: لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‌ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [1]، ثم زاد في التحدي فقال:

فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ‌ [2]، ثم بالغ فقال: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌ [3]، و عجزوا عن معارضته و إلا لم يقابلوه، لأنه المعارضة أسهل.

و أما أن كل من أتى بالمعجزة كان صادقا فلا نعلم يقينا أن اللَّه تعالى سامع لدعواه، و أن ما ظهر على يده خارج عن مقدور البشر، فإذا ادّعى الرسالة ثم قال: إلهي، إن كنت صادقا في دعواي الرسالة فأفلق البحر و شق القمر أو غير ذلك مما لا يقدر عليه إلا اللَّه عز و جل ففعل ذلك عقيب سؤاله فعلمنا بالضرورة أنّه صدّقه في دعواه.

كما أنّا نقطع بأن رجلا لو قال لقوم: أنا رسول فلان الملك إليكم، و دليل صدقي أنه يخرق على عادته الفلانية لأجلي، مثل أن يقوم عن سريره أو ينزل عن مركبه فيمشي لأجلي، أو ينزع تاجه فيجعله على رأسي، فوجد ذلك من الملك دلّ على صدق مدعي الرسالة.

و اعترض عليه بوجوه: أحدهما: لم لا يجوز إظهار المعجزة على يد المتنبئ؟

و أجيب: بأنه لا فائدة فيه إلا تكليف اللَّه الخلق بما يخبرهم الكاذب به، و لا شك أنه تعالى قادر على أن يكلفهم بذلك على يد صادق، فعدوله عن تكليف الخلق على يد رسول من عنده إلى تكليفهم على يد الكذاب خال عن الحكمة بالضرورة.


[1] الإسراء: 88.

[2] هود: 13.

[3] البقرة: 23.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست