نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 137
فأمّا شبهة منكري التكليف
فقالوا: التكليف باطل، فالبعثة باطلة، أما الأولى: فلأن أفعال العباد مخلوقة للَّه تعالى، فلا تكون مقدورة لهم، فلا يكلفون بها.
و أما الثانية: فلأنه لا فائدة في البعثة إلا توجيه التكاليف على الخلق، فإذا كان المقصود باطلا كان المتبع أولى بالبطلان.
و أجيب: أولا: بأن أفعالهم لا تخلو عن قدرتهم و اختيارهم كما يعدد في مسألة خلق الأفعال، و لذلك يقولون: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ و إنما يلزم من عدم القدرة من جعل الخلق نفس المخلوق، و هم المعتزلة.
و أجيب: ثانيا: بمنع انحصار فائدة البعثة في توحيد التكليف كما سيأتي عند ذكر جواز بعثة الرسل.
و أما شبهة البراهمة
فقالوا: كل ما كان حسنا فعلناه، و كل ما كان قبيحا تركناه، و ما لا ندرك حسنه و لا قبحه فإن كنا مضطرين أو محتاجين إليه اكتفينا بالقدر الرافع للضرورة و الحاجة، و إن لم يكن بنا حاجة إليه امتنعنا منه احترازا من الخطر.
و أجيب: بعد تسليم أن العقل كاف في التعريف، لكن لم لا يجوز أن يكون فائدة البعثة تأكيد ذلك التعريف، و لهذا السبب أكثر اللَّه تعالى من الدلائل على التوحيد، مع أن الواحد منها كاف.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 137