responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 103

فصل في رعاية رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) الغنم قبل النبوة

اعلم أن في رعي البهائم العجم التي لا تعقل و لا تعرب عن نفسها، رياضة لحمل أعباء النبوة، فإن راعيها يسوسها و يحوطها من المتالف المخوفة، كالجوع و العطش و السباع، و يكف عادية قويها عن ضعيفها في منعها الرعي في مراتعها، و شرب الماء من مواردها، و إن القيام بذلك لسياسة يصعب معاناتها، و يشق على النفوس ملازمتها.

فإذا مرّن الإنسان عليها و تهذبت بها أخلاقه، و صارت سيرة العدل و الإحسان ملكة له، تأهل لسياسة العقلاء من البشر بحسن التدبير لهم، و إرشادهم إلى مصالحهم و الأخذ بحجزاتهم عما يؤذيهم، و الصبر على أذاهم، و احتمال الأفعال عنهم.

و لهذا- و اللَّه أعلم- كانت الأنبياء (صلوات اللَّه عليهم) رعاة البهائم أولا، حكمة من اللَّه سبحانه لتتهذب أخلاقهم برعايتها، و تتهذب نفوسهم بسياستها، رياضة لقيامهم بأعباء النبوة، و صبرهم على ما يلقون فيها من مصاعب تكذيب المكذبين، و مشقات أذى المخالفين، و ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، و اللَّه ذو الفضل العظيم.

خرج البخاري من حديث عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: ما بعث اللَّه نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: و أنت؟

قال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة،

ترجم عليه باب رعي الغنم على قراريط [1].

و خرج النسائي من حديث خالد عن شعبة عن أبي إسحاق عن ابن حزن‌


[1] (إمتاع الأسماع) بتحقيقنا: 1/ 16.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست