responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 241

فصل في ذكر المفاضلة بين المصطفى و بين إبراهيم الخليل (صلوات اللَّه عليهما و سلامه) [1]

اعلم أنه لما ثبتت سيادة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أنه إمام الأنبياء و المرسلين و أفضلهم، قيل: فكيف طلب له من أمته من صلاة اللَّه تعالى عليه ما لإبراهيم (عليه السلام) حين قالوا في صلواتهم: اللَّهمّ صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، مع أن المشبه به أصله أن يكون فوق المشبه؟ فاقتضى هذا أن يكون إبراهيم أفضل من محمد (صلى اللَّه عليه و سلم).


[1] قال اللَّه عزّ و جلّ: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‌ بَعْضٍ‌ [253: البقرة]، فأخبره بأنه فاوت بينهم في الفضل، فأما الأخبار التي وردت في النهي عن التخيير بين الأنبياء فإنما هي في مجادلة أهل الكتاب في تفضيل نبينا (صلى اللَّه عليه و سلم) على أنبيائهم (عليهم السلام)، لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين مختلفين لم يؤمن أن يخرج كل واحد منهما في تفضيل من يريد تفضيله إلى الإزراء بالآخر، فيكفر بذلك.

فأما إذا كانت المخايرة من مسلم يريد الوقوف على الأفضل، فيقابل بينهما ليظهر له رجحان الأرجح، فليس هذا بمنهي عنه، لأن الرسل إذا كانوا متفاضلين، و كان فضل الأفضل يوجب له فضل حق، و كان الحق إذا وجب لا يهتدى إلى أدائه إلا بعد معرفته، و معرفة مستحقه كانت إلى معرفة الأفضل حاجة، و وجب أن يكون للَّه عزّ و جلّ عليه دلالة، و طلب العلم المحتاج إليه من قبل إعلامه المنصوبة عليه ليس مما ينكر و اللَّه تعالى أعلم. و هذا قول أبو عبد اللَّه الحليمي (رحمه اللَّه).

قال البيهقي: و من تكلم في التفضيل ذكر في مراتب نبينا (صلى اللَّه عليه و سلم) و خصائصه وجوها لا يحتمل ذكرها بأجمعها هذا الكتاب، و نحن نشير إلى وجه منها على طريق الاختصار.

فمنها: أنه (صلى اللَّه عليه و سلم) كان رسول الثقلين الإنس و الجن، و أنه خاتم الأنبياء.

و منها: أن شرف الرسول بالرسالة، و رسالته أشرف الرسالات بأنها نسخت ما تقدمها من الرسالات، و لا تأتي بعدها رسالة تنسخها.

و منها: أن اللَّه تبارك و تعالى أقسم بحياته (صلى اللَّه عليه و سلم).

و منها: أنه جمع له بين إنزال الملك عليه أو إصعاده إلى مساكن الملائكة، و بين إسماعه كلام الملك، و إراءته إياه في صورته التي خلقه عليها، و جمع له بين إخباره عن الجنة و النار و إطلاعه عليهما، و صار العلم له، واقعا بالعالمين، دار التكليف و دار الجزاء عيانا.

و منها: قتال الملائكة معه (صلى اللَّه عليه و سلم).

و منها: ما أخبر عن خصائصه التي يخصّه اللَّه تعالى بها يوم القيامة، و هو المقام المحمود الّذي وعده بقوله: عَسى‌ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً [79: الإسراء].

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست