نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 2 صفحه : 189
و كان في سفر فنزل إلى الصلاة ثم كر راجعا، فقيل: يا رسول اللَّه، أين تريد؟ قال: أعقل ناقتي فقالوا: نحن نعقلها. قال: لا يستعين أحدكم بالناس في قضمة من سواك.
و كان لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر. و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس، و يأمر بذلك و يعطي كل جلسائه نصيبه. لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، و إذا جلس إليه أحدهم لم يقم (صلى اللَّه عليه و سلم) حتى يقوم الّذي جلس إليه، إلا أن يستعجله أمر فيستأذنه، و لا يقابل أحدا بما يكره، و لا يجزي السيئة بمثلها.
بل يعفو و يصفح. و كان يعود المرضى و يحب المساكين و يجالسهم. و يشهد جنائزهم. و لا يحقر فقيرا لفقره، و لا يهاب ملكا لملكه، و يعظم النعمة و إن قلت.
و لا يذم منها شيئا: و ما عاب طعاما قط، إن اشتهاه أكله و إلا تركه.
و كان يحفظ جاره و يكرم ضيفه، و كان أكثر الناس تبسما، و أحسنهم بشرا، و لا يمضي له وقت في غير عمل اللَّه، أو فيما لا بد منه، و ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، إلا أن يكون إثما أو قطيعة رحم فيكون أبعد الناس منه.
و كان يخصف نعله، و يرقع ثوبه، و يخدم في مهنة أهله، و يقطع اللحم معهن، و يركب الفرس و البغل و الحمار، و يردف خلفه عبده أو غيره من الناس، و يمسح وجه فرسه بطرف ردائه.
و كان يحب الفأل و يكره الطيرة،
و إذا جاءه ما يحب قال: الحمد للَّه رب العالمين، و إذا جاء ما يكره قال: الحمد للَّه على كل حال، و إذا رفع الطعام من بين يديه قال: الحمد للَّه الّذي أطعمنا و سقانا و آوانا و جعلنا مسلمين.
و كان أكثر جلوسه و هو مستقبل القبلة، و يكثر ذكر اللَّه تعالى، و يطيل الصلاة و يقصر الخطبة، و يستغفر في المجلس الواحد مائة مرة، و كان يسمع لصدره و هو في الصلاة أزيز كأزيز المرجل من البكاء، و كان يقوم الليل في الصلاة حتى و رمت قدماه.
و كان يصوم الاثنين و الخميس، و ثلاثة أيام من كل شهر، و عاشوراء. و قلما كان يفطر يوم الجمعة، و كان أكثر صيامه في شعبان، و كان يصوم حتى يقال:
لا يفطر، و يفطر حتى يقال: لا يصوم.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 2 صفحه : 189