و كان يصلّى بين مكة و المدينة ركعتين أمثالا لا يخالف إلا اللَّه. فلما قدم مكة صلّى بهم ركعتين ثم سلم و قال: أتمّوا صلاتكم يا أهل مكة فإنّا سفر.
الإهلال بالعمرة و الحج
و قد اختلف فيما أهلّ به: فعن أبي طلحة، أنه قرن مع حجّته عمرة. و
عن حفصة رضي اللَّه عنها قالت: قلت: يا رسول اللَّه، تأمر الناس أن يحلوا و لم تحلّ أنت من عمرتك؟ فقال: إني لبّدت رأسي، و قلدت هدي، فلا أحلّ حتى أنحر هديي.
و عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، قال: أهلّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالعمرة و ساق الهدي.
و عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: أفرد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) الحجّ:
و قد صحّ أنه أتاه آت من ربّه في وادي العقيق،
يأمره عن ربّه أن يقول في حجته: هذه حجّة في عمرة، و معنى هذا أنّ اللَّه أمره بأن يقرن الحج مع العمرة. فأصبح فأخبر الناس بذلك، و طاف على نسائه بغسل واحد، ثم اغتسل و صلّى عند المسجد ركعتين، و أهل بحجة و عمرة معا روي ذلك عنه ستة عشر صحابيا، و عنهم ستة عشر تابعيا.
منازل السير
و أصبح (صلى اللَّه عليه و سلم) يوم الأحد بيلملم، ثم راح فتعشّى بشرف السّيالة [4] و صلّى
[1] القاحة أو الفاجة: مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قبل السقيا بنحو ميل (معجم البلدان) ج 4 ص 290.