responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 91

و رب محمد لو شئت لقرأته، قال: فأنشدك بالذي أنزل التوراة، و الإنجيل و أشياء حلفه بها تجدني فيهما؟ قال: نجد مثل نعتك يخرج من مخرجك كنا نرجو أن يكون فينا، فلما خرجت رأينا أنك هو، فلما نظرنا إذا أنت لست به، قال: من أين؟ قال: نجد من أمتك سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و إنما أنتم قليل، قال: فهلل و كبر، و هلل و كبر، ثم قال: و الّذي نفس محمد بيده إني لأنا هو، إن أمتي لأكثر من سبعين ألفا و سبعين و سبعين [1].

و أما دعاؤه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) اليهود إلى تمني الموت و إخبارهم أنهم لا يتمنوه أبدا فصدق قوله، و لن يتمنوا الموت‌

فقد قال اللَّه- تعالى-: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ‌ [2] فتضمنت هذه الآية معجزا نبويا، و أنه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أخبر اليهود بأنهم لا يتمنون الموت بعد أن تحداهم به، و قد كان يمكنهم أن يبطلوا دعواه بكلمة، و هي أن يقولوا: تمنينا الموت، فلم يفعلوا، فدل على علمهم بصدقة، فصرفهم عن تكذيبه مع سهولته ظاهرا، و توفر الدواعي عليه.

و ذلك أن اليهود ادعت أشياء باطلة كقولهم: لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً، و قولهم: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى‌، و قولهم: نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ‌، فأكذبهم اللَّه- تعالى- في ذلك و ألزمهم، فقال: يا محمد قل إن كانت لكم الدار الآخرة يعني الجنة فتمنوا الموت إن كنتم صادقين في دعواكم لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة كان الموت أحب إليه من الحياة في الدنيا لما يصير إليه من نسيم الجنة، و يزول عنه من‌


[1] (المرجع السابق): 273.

[2] البقرة: 94- 95.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست