responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 69

و خواتيمهم، ثم عادوا إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فسلموا فرد سلامهم، ثم قال: و الّذي بعثني بالحق لقد آتوني المرة الأولى و إن إبليس لمعهم.

ثم ساءلهم و سألوه فلم تزل به و بهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول في عيسى ابن مريم؟ فإنا نرجع إلى قومنا و نحن نصارى يسرنا إن كنت نبيا أن نعلم ما نقول فيه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ما عندي فيه شي‌ء يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركما بما يقال في عيسى.

فأصبح الغد، و قد أنزل اللَّه- تعالى- هذه الآية: إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ* فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ‌ [1].

فأبوا أن يقروا بذلك، فلما أصبح رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن و الحسين في خميل له و فاطمة تمشى عند ظهره للملاعنة و له يومئذ عدة نسوة، فقال شرحبيل لصاحبيه: يا عبد اللَّه بن شرحبيل و يا جبار بن فيض قد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه و أسفله لم يردوا و لم يصدروا إلا عن رأيي و إني و اللَّه أرى أمرا مقبلا، إن كان هذا الرجل ملكا مبعوثا فكنا أول العرب طعن في عينه، ورد عليه أمره، لا يذهب لنا من صدر و لا من صدور قومه حتى يصيبونا بجائحة و إنا لأدنى العرب منهم جوارا، و إن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلاعناه لا يبقى على وجه الأرض منا شعر و لا ظفر إلا هلك، فقال له صاحباه: فما الرأي يا أبا مريم؟ فقد وضعتك الأمور على ذراع، فهات رأيك، فقال: رأيي أن أحكمه فإنّي أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا، فقالا له: إذا أنت و ذاك.

فتلقى شرحبيل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فقال: إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك، فقال: و ما هو؟ قال شرحبيل: حكمك اليوم إلى الليل و ليلتك إلي الصباح فمهما حكمت فينا جائز، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): لعل وراءك أحد يثرّب عليك، فقال شرحبيل: سل صاحبيّ، فسألهما، فقالا له: ما يرد الوادي أحد منا و لا يصدر إلا عن رأي شرحبيل، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): كافر، أو قال: جاحد موفق.


[1] آل عمران: 59- 61.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست