responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 627

العادل نور الدين محمود بن زنكي في صفر في سنة سبع و خمسين و خمسمائة إلى المدينة بسبب رؤيا رآها، ذكرها بعض الناس و معه الفقيه علم الدين يعقوب ابن أبى بكر المحترق أبوه ليلة حريق المسجد عن من حدثه عن أكابر من أدرك، أن السلطان محمود المذكور أتى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثلاث مرات في ليلة واحدة و هو يقول له في كل واحدة منها: يا محمود أنقذنى من هذين، شخصين أشقرين تجاهه فاستحضر وزيره قبل الصبح فذكر له ذلك، فقال له: هذا أمر حدث في مدينة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليس له غيرك، فتجهز، و خرج علي عجل بمقدار ألف راحلة و ما يتبعها من رجل و غير ذلك حتى دخل المدينة على غفلة من أهلها، و الوزير معه، و زار و جلس في المسجد لا يرى ما يصنع فقال له الوزير: أ تعرف الشخصين إذا رأيتهما؟ قال: نعم.

فطلب الناس عامة للصدقة، و فرق عليهم ذهبا كثيرا و فضة، و قال: لا يبقين أحد بالمدينة إلا جاء، فلم يبق إلا رجلان مجاوران من أهل الأندلس في الناحية التي تلى قبلة حجرة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من خارج المسجد، عند دار عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- التي تعرف اليوم بدار العشرة- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنهم- فطلبهما للصدقة، فامتنعا و قالا: نحن على كفاية، ما نقبل شيئا.

فجد في طلبهما، فجي‌ء بهما فلما رآهما قال الوزير: هم هذان، فسألهما عن حالهما، و ما جاء بهما،

فقالا: جئنا لمجاورة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال:

أصدقاني،

و تكرر السؤال حتى أفضى إلى معاقبتهما، أقرا أنهما من النصارى، و أنهما وصلا لكي ينقلا من في هذه الحجرة المقدسة باتفاق من ملوكهم، و وجدهما قد حفرا نفقا من تحت حائط المسجد القبلي، و هما قاصدان إلى جهة الحجرة الشريفة، و يجعلان التراب في بئر عندهما في البيت الّذي هم فيه، هكذا حدثني عن من حدثه.

فضرب أعناقهما عند الشباك الّذي في شرقيّ حجرة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) خارج المسجد، ثم أحرقا بالنار آخر النهار، و ركب متوجها إلى الشام، فصاح به من كان نازلا خارج السور و استعانوا، فطلبوا أن يبني عليهم سورا يحفظ أبناءهم و ماشيتهم، فأمر ببناء هذا السور الموجود اليوم، فبني في سنة ثمان و خمسين، و كتب اسمه على باب البقيع، فهو باق إلى اليوم، انتهى.

و في سنة سبع عشرة و سبعمائة جهز الملك ابن صاحب عراقي و العجم عسكرا مع الشريف خميصة بن أبي نمر الحسني، أمير مكة، و قد عزل و لحق به،

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 627
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست