responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 626

أزعجه، كيف نهض في مثل هذه المحربه؟ فما انتصف النهار في ذلك اليوم حتى أرسل اللَّه تعالى ريحا كادت الأرض تزلزل من فوقها، حتى خرجت الإبل بأثقالها، و الخيل بسروجها، كما تدحرج الكرة على وجه الأرض، و هلك أكثرها، و حلق بالناس، فانشرح صدر أبى الفتوح، و ذهب روعه من الحاكم لقيام عدد من امتناع ما جاء فيه.

و قال المحب الطبري في كتاب (الرياض النضرة في فضائل العشرة)- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنهم-: أخبرني هارون بن الشيخ عمر بن الراغب قال: كنت مجاورا بالمدينة و شيخ الخام إذ ذاك شمس الدين صواب الملطي، و كان رجلا صالحا كثير البر بالفقراء، فقال لي يوما: ما أخبرك بعجبه: كان لي صاحب يجلس عند الأمير و يأتيني من خبره بما يمس حاجتي إليه، فبينا أنا ذات يوم إذ جاءني فقال: أمر عظيم حدث اليوم، قال: قلت: و ما هو؟ قال:

جاء قوم من أهل حلب و بذلوا للأمير مالا كثيرا و سألوه أن يمكنهم من فتح الحجرة [النبويّة] و إخراج أبي بكر و عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنهما- منها، فأجابهم إلى ذلك، قال: فاهتممت لذلك هما، و لم ألبث أن جاء رسول الأمير يدعوني إليه فأجبته، فقال لي: يدق عليك الليلة أقوام المسجد، فافتح لهم، و مكنهم مما أرادوا و لا تعارضهم، و لا تعترض عليهم، فقلت سمعا و طاعة، و خرجت و لم [أر النوم‌] اجتمع [و جلست‌] خلف الحجرة أبكي لا ترقأ لي دمعة، و لا يشعر أحد بما بي، حتى إذا صليت العشاء الآخرة، و خرج الناس من المسجد و غلقنا الأبواب، فلم أنشب أن دق الباب الّذي حدا باب الأمير، ففتحت الباب، فدخل أربعون رجلا أعدهم واحدا بعد واحد، و معهم المساحي، و المكاتل، و الشموع، [و أرادوا] الهدم، و قصدوا الحجرة.

قال: فو اللَّه ما وصلوا المنبر حتى ابتلعتهم الأرض جميعهم، ما كان بينهم من آلات و غير ذلك، و لم يبق لهم أثر، قال: فاستبطأ الأمير خبرهم، فدعاني و قال: أ لم يأتك القوم؟ قلت: بلى، و لكن اتفق لهم ما هو كيت و كيت، فقال: انظر ما تقول، قلت: لا هو ذلك، قلت: و انظر هل ترى فيهم باقية أو لهم أثر، فقال لي: هذا موضع الحديث، إن ظهر عنك كان يقطع رأسك. ثم خرجت عنه. انتهى.

و قال الحافظ جمال الدين أبو عبد اللَّه محمد بن أبي جعفر أحمد بن خلف ابن عيسى المرقى الخزرجي الدميني في (تاريخ المدينة): وصل السلطان الملك‌

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 626
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست