responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 530

و لم يلق المسلمون حربا مثلها قطّ، و انهزم المسلمون، و خلص بنو حنيفة إلى مجّاعة و إلى خالد، فزال خالد عن الفسطاط و دخلوا إلى مجّاعة و هو عند امرأة خالد، و كان سلّمه إليها، فأرادوا قتلها، فنهاهم مجّاعة عن قتلها و قال:

أنا لها جار، فتركوها، و قال لهم: عليكم بالرجال، فقطّعوا الفسطاط. ثم إنّ المسلمين تداعوا، فقال ثابت بن قيس: بئس ما عودّتم أنفسكم يا معشر المسلمين! اللَّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا يصنع هؤلاء، يعني أهل اليمامة، و أعتذر إليك ممّا يصنع هؤلاء، يعنى المسلمين، ثمّ قاتل حتى قتل.

و قال زيد بين الخطّاب: لا نحور بعد الرجال، و اللَّه لا أتكلّم اليوم حتى نهزمهم أو أقتل فأكلمّه بحجّتي. غضّوا أبصاركم و عضّوا على أضراسكم أيّها النّاس، و اضربوا في عدوّكم و امضوا قدما. و قال أبو حذيفة: يا أهل القرآن زيّنوا القرآن بالفعال. و حمل خالد في النّاس حتى ردّوهم إلى أبعد ممّا كانوا، و اشتدّ القتال و تذامرت بنو حنيفة و قاتلت قتالا شديدا، و كانت الحرب يومئذ تارة للمسلمين و تارة للكافرين، و قتل سالم و أبو حذيفة و زيد بن الخطّاب و غيرهم من أولي البصائر. فلمّا رأى خالد ما النّاس فيه قال: امتازوا أيّها النّاس لنعلم بلاء كلّ حيّ و لنعلم من أين نؤتي. فامتازوا، و كان أهل البوادي قد جنّبوا المهاجرين و الأنصار و جنّبهم المهاجرون و الأنصار. فلمّا امتازوا قال بعضهم لبعض: اليوم يستحي من الفرار، فما رئي يوم كان أعظم نكاية من ذلك اليوم، و لم يدر أيّ الفريقين كان أعظم نكاية، غير أن القتل كان في المهاجرين و الأنصار و أهل القرى أكثر منه في أهل الوادي.

و ثبت مسيلمة فدارت رحاهم عليه، فعرف خالد أنّها لا تركد إلّا بقتل مسيلمة، و لم تحفل بنو حنيفة بمن قتل منهم. ثمّ برز خالد و دعا إلى البراز و نادى بشعارهم، و كان شعارهم: يا محمّداه! فلم يبرز إليه أحد إلّا قتله.

و دارت رحى المسلمين، و دعا خالد مسيلمة فأجابه، فعرض عليه أشياء ممّا يشتهي مسيلمة فكان إذا همّ بجوابه أعرض بوجهه ليستشير شيطانه فينهاه أن يقبل. فأعرض بوجهه مرّة و ركبه خالد و أرهقه، فأدبر و زال أصحابه، و صاح خالد في النّاس فركبوهم، فكانت هزيمتهم، و قالوا لمسيلمة: أين ما كنت تعدنا؟ فقال: قاتلوا عن أحسابكم. و نادى المحكّم: يا بنى حنيفة الحديقة الحديقة! فدخلوها و أغلقوا عليهم بابها.

و كان البراء بن مالك، و هو أخو أسد بن مالك، إذا حضر الحرب أخذته رعدة حتى يقعد عليه الرجال ثمّ يبول، فإذا بال ثار كما يثور الأسد، فأصابه‌

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست