نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 478
قال: قيل لعمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، أبو بكر و إن أترك فقد ترك من هو خير مني، رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأثنوا عليه فقال: راغب و راهب، و وددت أني نجوت منها كفافا لا لي و لا عليّ، لا أتحملها حيا و ميتا [1].
و خرجه مسلم من حديث أبى أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنهما- قال: حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه و قالوا جزاك اللَّه خيرا، فقال: راغب و راهب، فقال: استخلف، فقال- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه-: لا أتحمل أمركم حيا و ميتا لوددت أن حظّي منها الكفاف، لا عليّ و لا لي، فإن استخلف فقد استخلف من هو خير مني، يعني أبا بكر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- و إن أترككم فقد ترككم من هو خير مني، رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). قال عبد اللَّه: فعرفت أنه حين ذكر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أنه غير مستخلف [2].
و خرج من طريق عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهريّ قال: أخبرني سالم عن ابن عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنهما- قال: دخلت على حفصة- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنها- فقالت: أعلمك أن أباك غير مستخلف؟ قال، قلت، ما كان ليفعل، قالت: إنه فاعل، قال: فحلفت أنى أكلمه في ذلك، فسكتّ حتى غدوت و لم أكلمه، قال: فكنت كأنما أحمل بيميني جبلا حتى رجعت فنحلت عليه فسألني عن حال الناس و أنا أخبره، قال: ثم قلت له: إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك، زعموا أنك غير مستخلف، و إنه لو كان لك راعى إبل أو راعى غنم ثم جاءك و تركها، أ رأيت إن ضيع؟
فرعاية الناس أشد، قال فوافقه قولي، فوضع رأسه ساعة، ثم رفعه إليّ فقال: إن اللَّه عز و جل يحفظ دينه، و إني لئن لا أستخلف فإن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لم يستخلف، و إن أستخلف فإن أبا بكر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قد
[1] (فتح الباري): 13/ 255، باب الاستخلاف، حديث رقم (7218)، و الاستخلاف: أي تعيين الخليفة عند موته خليفة بعده، أو يعين جماعة ليتخيروا منهم واحدا.
[2] (مسلم بشرح النووي): 11/ 446 كتاب الإمارة، باب (2) الاستخلاف و تركه حديث رقم (11).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 478