نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 4
لما كان ليلة دخل الناس مكة ليلة الفتح لم يزالوا في تكبير و تهليل و طواف بالبيت حتى أصبحوا، فقال أبو سفيان لهند: أ ترين هذا من اللَّه؟ ثم أصبحوا، فغدا أبو سفيان إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): قلت لهند: أ ترين هذا من اللَّه؟ قالت نعم هو من اللَّه، فقال أبو سفيان: أشهد أنك عبد اللَّه و رسوله، و الّذي يحلف به أبو سفيان ما سمع قولي هذا أحد من الناس إلا اللَّه- عز و جل- و هند
و أما إخباره (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمجيء عكرمة بن أبي جهل مؤمنا قبل قدومه فكان كذلك
فقال الواقدي [2]: ثم قالت أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل: يا رسول اللَّه قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، و خاف أن تقتله فأمّنه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): هو آمن،
فخرجت أم حكيم في طلبه و معها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت به على حي من عك [3]، فاستعانتهم عليه [4]، فأوثقوه رباطا، و أدركت عكرمة، و قد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة، فركب البحر، فجعل نؤتي السفينة يقول له: أخلص، فقال: أي شيء أقول؟ قال: قل: لا إله إلا اللَّه قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم على هذا الكلام، فجعلت تلحّ إليه و تقول: يا ابن عم جئتك من عند أوصل الناس، و أبر الناس، و خير الناس، لا تهلك نفسك، فوقف لها حتى أدركته، فقالت: إني قد استأمنت لك رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: أنت فعلت؟ قالت:
نعم أنا كلمته فأمنك، [قال: و كيف يؤمنني و قد صنعنا به أنا و أبي ما صنعناه؟