responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 315

فصل في ذكر من استعمله رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على الحج‌

اعلم أن مكة لما فتحها اللَّه عز و جل على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في سنة ثمان من الهجرة و استعمل عليها عتاب بن أسيد حجّ ناس من المسلمين، و حجّ المشركون على مدتهم على ما كانوا عليه من استعمال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و ذلك أن العرب في جاهليتها، كانت في الحجّ على حالتين: إحداهما الفرقة التي كانت متمسكة بعهد إبراهيم و إسماعيل (عليهما السلام)، و كان حجّهم على نحو ما يعمله أهل الإسلام، و الفرقة الثانية التي أنشأت اليهود، يعني أخّرتها، و ذلك أنها أرادت أن يكون الحج في وقت إدراك الثمار، و أن ينبت حالة واحدة في أطيب الأزمنة، فتعلموا لبس الشهور من اليهود المجاورين، و ذلك قبل الهجرة بنحو مائتي سنة، و عملوا بها كما عمل اليهود من إلحاق فصل ما بين سنينهم القمرية و بين السنة الشمسية، و تولى عمل ذلك للعرب السادة المعروفون بالقلامس من بني كنانة، واحدهم قلمس، و كان يقوم بعد انقضاء الحج فيخطب و ينسئ الشهور و يسمي الشهر الثاني له باسمه، فيقبل الجميع‌


[ ()] يا معشر العرب، قد كان لكم الليلة شأن! قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا، و اللَّه لئن نبش، لا ضرب بنا قوس في بلاد العرب، فكانوا إذا قحطوا، كشفوا عن قبره فأمطروا.

و قال ابن سعد من طريق الواقديّ: مات أبو أيوب سنة (52)، و صلى عليه يزيد، و دفن بأصل حصن القسطنطينية، فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره و يستسقون به. و قال خليفة: مات سنة (50)، و قال يحي بن بكير: سنة (52). (سير أعلام النبلاء): 2/ 412- 413.

و الاستسقاء بأهل الصلاح إنما يكون في حياتهم لا بعد موتهم، كما فعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه- فقد روى البخاري في (صحيحه) في كتاب الاستسقاء باب سؤال الإمام الاستسقاء من طريق أنس/ أن عمر بن الخطاب- رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه- كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب- رضى اللَّه تبارك و تعالى عنه- فقال: اللَّهمّ إنا كنا نتوسل إليك بنينا، فتسقينا، و إنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا، فيسقون.

و قد بين الزبير بن بكار في (الأنساب) صفة ما دعا به العباس فيما نقله عن الحافظ: «اللَّهمّ إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، و لم يكشف إلا بتوبة، و قد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، و هذه أيدينا إليك بالذنوب، و نواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث». (هامش المرجع الاسبق).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست