نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 242
فقالت له: انزل، فقال لها: أبعدي أصحابك ففعلت، و قد ضرب لها قبة و جحرها لتذكر بطيب الريح الجماع، و اجتمع بها فقالت له: ما اوحي إليك ربك؟ فقال أ لم تر إلي ربك كيف فعل بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى بين صفاق وحشي. قالت: و ما ذا أيضا؟ قال: إن اللَّه خلق النساء أفواجا، و جعل الرجال لهن أزواجا، فتولج فيهن قعسا إيلاجا، ثم تخرجها إذا تشاء إخراجا، فينتجن لنا سخالا إنتاجا. قالت: أشهد أنك نبي. قال هل لك أن أتزوجك و آكل بقومي و قومك العرب؟ قالت: نعم. قالت: بذلك أوحي إلي فأقامت عنده ثلاثا ثم انصرف إلي قومها، فقالوا لها: ما عندك؟ قالت: كان علي الحق فتبعته و تزوجته. قالوا: هل أصدقك شيئا؟ قالت: لا. قالوا: فارجعي فاطلبي الصداق، فرجعت. فلما رآها أغلق باب الحصن و قال: ما لك؟ قالت:
أصدقني. قال: من مؤذنك؟ قالت: شبث بن ربعي الرياحي، فدعاه و قال له: ناد في أصحابك أن مسيلمة رسول اللَّه قد وضع عنكم صلاتين مما جاءكم به محمد: صلاة الفجر و صلاة العشاء الآخرة.
فانصرفت و معها أصحابها، منهم: عطارد بن حاجب و عمرو بن الأهتم و غيلان بن خرشة و شبث بن ربعي، فقال عطارد بن حاجب:
أمست نبيتنا أنثى نطوف بها* * * و أصبحت أنبياء الناس ذكرانا
و صالحها مسيلمة على غلات اليمامة سنة تأخذ النصف و تترك عنده من يأخذ النصف، فأخذت النصف و انصرفت إلي الجزيرة و خلقت الهذيل و عقة و زيادا لأخذ النصف الباقي، فلم يفاجئهم إلا دنو خالد إليهم فارفضوا.
فلم تزل سجاح في تغلب حتى نقلهم معاوية عام الجماعة و جاءت معهم و حسن إسلامهم و إسلامها، و انتقلت إلي البصرة و ماتت بها و صلي عليها سمرة ابن جندب و هو على البصرة لمعاوية قبل قدوم عبيد اللَّه بن زياد من خراسان و ولايته البصرة.
و قيل: إنها لما قتل مسيلمة سارت إلي أخواله تغلب بالجزيرة فماتت عندهم و لم يسمع لها ذكر [1].