responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 240

فنزعها و حطمها، و قال قتلت امرأ مسلما، ثم نزوت علي امرأته، و اللَّه لأرجمنك بأحجارك، و خالد لا يكلمه، يظن أن رأي أبي بكر مثله، و دخل علي أبي بكر فأخبره الخبر و اعتذر إليه فعذره و تجاوز عنه و عنفه في التزويج الّذي كانت عليه العرب من كراهة أيام الحرب فخرج، و عمر جالس فقال هلم إلي يا ابن أم سلمة فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه، فلم يكلمه و قيل: إن المسلمين لما غشوا مالكا و أصحابه ليلا أخذوا السلاح فقالوا: نحن المسلمين، فقال أصحاب مالك: و نحن المسلمين، فقالوا لهم: ضعوا السلاح، فوضعوه، ثم صلوا و كان يعتذر في قتله أنه قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا و كذا، فقال له أو ما تعده لك صاحبا؟ ثم ضرب عنقه و قدم متمم بن نويرة على أبي بكر يطلب بدم أخيه و يسأله أن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي و ودى مالكا من بيت المال.

و لما قدم على عمر قال له: ما بلغ بك الوجد على أخيك؟ قال بكيته حولا حتى أسعدت عيني الذاهبة عيني الصحيحة، و ما رأيت نارا قط إلا كدت أنقطع أسفا عليه، لأنه كان يوقد ناره إلي الصبح مخافة أن يأتيه ضيف و لا يعرف مكانه، قال: فصفه لي، قال كان يركب الفرس الحرون، و يقود الجمل الثقال و هو بين المزادتين النضوختين في الليلة القرة و عليه شملة فلوت، معتقلا، رمحا خطلا، فيسري ليلته ثم يصبح و كأن وجهه فلقة قمر. قال: أنشدني بعض ما قلت فيه، فأنشد مرثيته التي يقول فيها:

و كنا كندماني جذيمة حقبة* * * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني و مالكا* * * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

فقال عمر: لو كنت أقول الشعر لرثيت أخي زيدا، فقال متمم: و لا سواء يا أمير المؤمنين لو كان أخي صرع مصرع أخيك لما بكيته.

فقال عمر: ما عزائي أجد بأحسن مما عزيتني به، و في هذه الوقعة قتل الوليد و أبو عبيدة ابنا عمارة بن الوليد و هما ابنا أخي خالد، لهما صحبة [1].


[1] (الكامل في التاريخ لابن الأثير): 2/ 357- 360.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست