نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 232
و أما قيام بني أسد بما كان من أمر طليحة
و كان طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة قد تنبأ في حياة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فوجه إليه النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ضرار ابن الأزور عاملا على بني أسد و أمرهم بالقيام على من ارتد فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه، فضربه بسيف فلم يصنع فيه شيئا، فظهر بين الناس أن السلاح لا يعمل فيه، فكثر جمعه.
و مات النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و هم على ذلك، فكان طليحة يقول: عن جبرائيل يأتيني.
و سجع للناس الأكاذيب، و كان يأمرهم بترك السجود في الصلاة و يقول: إن اللَّه لا يصنع بتعفر وجوهكم و تقبح أدباركم شيئا، اذكروا اللَّه أعفة قياما، إلى غير ذلك، و تتبعه كثير من العرب عصبية، فلهذا كان أكثر أتباعه من أسد و غطفان و طيِّئ. فسارت فزارة و غطفان إلى جنوب طيبة، و أقامت طيِّئ على حدود أراضيهم و أسد بسميراء، و اجتمعت عبس و ثعلبة ابن سعد و مرة بالأبرق من الربدة، و اجتمع إليهم ناس من نبي كنانة، فلم تحملهم البلاد فافترقوا فرقتين، أقامت فرقة بالأبرق، و سارت فرقة إلي ذي القصة، و أمدهم طليحة بأخيه حبال، فكان عليهم و علي من معهم من الدئل و ليث و مدلج، و أرسلوا إلى المدينة يبذلون الصلاة و يمنعون الزكاة، فقال أبو بكر: و اللَّه لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه. و كان عقل الصدقة على أهل الصدقة و ردهم، فرجع وفدهم فأخبروهم بقلة من في المدينة و أطمعوهم فيها.
و جعل أبو بكر بعد مسير الوفد على أنقاب [2] المدينة عليا و طلحة و الزبير و ابن مسعود، و ألزم أهل المدينة بحضور المسجد خوف الغارة من العدو لقربهم، فما لبثوا إلا ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل و خلقوا بعضهم بذي حسي ليكونوا لهم رداء، فوافوا ليلا الأنقاب و عليها المقاتلة فمنعوهم، و أرسلوا إلى أبي بكر بالخبر، فخرج إلى أهل المسجد على النواضح، فردوا العدو و اتبعوهم حتى بلغوا ذا حسي، فخرج عليهم الردء بأنحاء قد نفخوها و فيها الحبال، ثم دهدهوها على الأرض، فنفرت إبل المسلمين و هم عليها و رجعت
[2] أنصار. (و الأنقاب، واحدها النقب: الطريق في الجبل).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 232