نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 21
و أما إجابة دعائه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في هداية ثقيف و مجيئهم إليه
فخرّج البيهقيّ [1] من حديث ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: أقبلت امرأة من المهاجرات كانت مع زوجها في الجيش يقال لها: خولة بنت حكيم، كانت ممن بايع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و كانت قبل ذلك تحت عثمان بن مظعون قبل بدر، فدخلت على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقالت: يا رسول اللَّه ما يمنعك أن تنهض إلى أهل الطائف، قال: لم يؤذن لنا حتى الآن فيهم، و ما أظن أن نفتحها الآن، فأقبل عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- فلقيها خارجة من عند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فقال: هل ذكر لك رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) شيئا بعد؟
قالت: أخبرني أنه لم يؤذن له في قتال أهل الطائف بعد، فلما رأى ذلك عمر ابن الخطاب- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- اجترأ على كلام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: ألا تدعو على أهل الطائف فتنهض إليهم لعل اللَّه- عزّ و جلّ- يفتحها فإن أصحابك كثير، و قد شق عليهم الحبس، و منعهم معايشهم، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): لم يؤذن لنا في قتالهم، فلما رأى ذلك عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قال: أ فلا آمر الناس فلا يسرحوا ظهرهم حتى يرتحلوا بالغداة؟ قال: بلى، فانطلق عمر حتى أذن في الناس بالقفول و أمرهم أن لا يسرحوا ظهرهم، فأصبحوا و ارتحل النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه، و دعا النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين ركب قافلا: اللَّهمّ اهدهم و اكفنا مئونتهم.
و قال الواقدي [2]: و جاءت خولة بنت حكيم بن أمية بن الأوقص السلمية و هي امرأة عثمان بن مظعون، فقالت: يا رسول اللَّه أعطني إن فتح اللَّه عليك حلي الفارعة بنت الخزاعي، أو بادية بنت غيلان، و كانتا من أجمل نساء
[1] (دلائل البيهقي): 5/ 168- 169، باب إذن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بالقفول من الطائف، و دعائه لثقيف بالهداية، و إجابة اللَّه- تعالى- دعاءه.