responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 173

و أما إعلامه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بالفتن [1] قبل كونها

فخرّج البخاريّ من حديث سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة [2]- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قال: لقد خطبنا النبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه و جهله من جهله إن‌


[1] الفتن: جمع فتنة، قال الراغب: أصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته، و يستعمل في إدخال الإنسان النار، و يطلق على العذاب كقوله- تعالى-: ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ‌ و على ما يحصل عند العذاب كقوله- تعالى- أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا، و على الاختبار كقوله- تعالى-: وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً، و فيما يدفع إليه الإنسان من شدة و رخاء، و في الشدة أظهر معنى و أكثر استعمالا، قال- تعالى-: وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً، و منه قوله- تعالى- وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ‌ أي يوقعونك في بلية و شدة في صرفك عن العمل بما أوحى إليك.

و قال أيضا: الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من اللَّه و من العبد، كالبلية و المصيبة، و القتل و العذاب، و المعصية، و غيرها من المكروهات: فإن كانت من اللَّه- تعالى- فهي على وجه الحكمة، و إن كانت من الإنسان بغير أمر اللَّه فهي مذمومة، فقد ذم اللَّه الإنسان بإيقاع الفتنة كقوله- تعالى- وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ‌ و قوله- تعالى- إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ‌ و قوله- تعالى-: ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ‌ و قوله- تعالى-:

بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ‌ و كقوله- تعالى-: وَ احْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ‌.

و قال غيره: أصل الفتنة: الاخبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة و الاختبار إلى المكروه، ثم أطلقت على كل مكروه أو آئل إليه، كالكفر، و الإثم، و التحريق، و الفضيحة، و الفجور، و غير ذلك. (مفردات القرآن): 371- 372 مختصرا.

[2] (فتح الباري): 11/ 604، كتاب القدر، باب (4) و كان أمر اللَّه قدرا مقدرا حديث رقم (6604).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست