نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 100
و أما استغناء أبي سعيد الخدريّ رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه ببركة اقتدائه في التعفف بقول المصطفى (صلّى اللَّه عليه و سلّم)
فخرج البيهقي من حديث إسماعيل بن أبي أنس قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- أنه قال: أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط في جاهلية و لا إسلام! فقالت لي أختي فريعة: اذهب إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فسله لنا، فو اللَّه يخيب سائله إنك منه بإحدى اثنتين: إما أن يكون عنده فيعطيك، و إما أن لا يكون عنده، فيقول: أعينوا أخاكم، فلم أكره ذلك، فلما دنوت من المسجد و هو يومئذ ليس له جدار، سمعت صوت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقلت: إن هذا النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يخطب، فكان أول ما فهمت من قوله
من يستعف يعفه اللَّه و من يستغن يغنه اللَّه،
فقلت في نفسي:
ثكلتك أمك سعد بن مالك، و اللَّه لكأنك أردت بهذا. لا جرم و الّذي بعثك بالحق لا أسألك شيئا بعد ما سمعت منك، فجلست، فلما فرغ رجعت و فريعة تقبل و تدبر أقصى الآجام إلى بابه قد أدامها الجوع.
قال: فلما حصلت ببقيع الزبير أبصرت ليس معى شيء، فلما جئت قالت: مالك؟ فو اللَّه ما يخيب سائله، فأخبرتها بالذي سمعت منه. قالت:
فسألته بعد ذلك؟ قلت: لا، قالت: أحسنت، فلما كان من الغد فإنّي و اللَّه لأتعب نفسي تحت الأجم إذ وجدت من دراهم يهود فابتعنا به و أكلنا منه، ثم و اللَّه ما زال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) محسنا [1].
قال: رواه هلال بن حصن، عن أبي سعيد إلا أنه قال: فرجعت فما سألت أحدا بعده شيئا، فجاءت الدنيا فما من أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا.
[1] (دلائل البيهقي): 6/ 290- 291، باب ما جاء في وعده من استعف بالإعفاف، و من استغنى بالإغناء، و وجود صدقة أبي سعيد الخدريّ و غيره.
و أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب (20) الصبر عن محارم اللَّه، و مسلم في كتاب الزكاة، و الإمام أحمد في (المسند): 4/ 227.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 100