responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 13  صفحه : 237

البصرة و كان يرجو أن يدرك طلحة و الزبير فيردهما قبل وصولهما إلى البصرة أو يوقع بهما، فلما سار أستخلف على المدينة تمّام بن العباس، و على مكة قثم ابن العباس، و قيل: أمر على المدينة سهل بن حنيف، و سار علي من المدينة في تعبئته التي تعبأها لأهل الشام آخر شهر ربيع الآخر سنة ست و ثلاثين، و خرج معه من نشط من الكوفيين و البصريين متخففين في تسعمائة، و سار حتى انتهى إلى الرَّبَذَة، فلما انتهى إليها أتاه خبر سبقهم، فأقام بها يأتمر ما يفعل، و

أتاه ابنه الحسن في الطريق، فقال له: لقد أمرتك فعصيتني فتقتل غدا بمضيعة لا ناصر لك.

فقال له علي: إنك لا تزال تخن خنين الجارية، و ما الّذي أمرتني فعصيتك؟ قال: أمرتك يوم أحيط بعثمان أن تخرج من المدينة فيقتل و لست بها، ثم أمرتك يوم قتل أن لا تبايع حتى تأتيك وفود العرب و بيعة أهل كلّ مصر فإنّهم لن يقطعوا أمرا دونك، فأبيت عليّ، و أمرتك حين خرجت هذه المرأة و هذان الرجلان أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا فإن كان الفساد كان على يد غيرك، فعصيتني في ذلك كله.

و لما قدم الرَّبَذَة و سمع بها خبر القوم أرسل منها إلى الكوفة محمد بن أبي بكر الصديق و محمد بن جعفر و كتب إليهم: إني اخترتكم على الأمصار و فزعت إليكم لما حدث، فكونوا لدين اللَّه أعوانا و أنصارا و انهضوا إلينا، فالإصلاح نريد لتعود هذه الأمة إخوانا، فمضيا و بقي عليّ بالربذة، و أرسل إلى المدينة فأتاه ما يريده من دابة و سلاح و أمر أمره و قام في الناس فخطبهم و قال: إن اللَّه- تبارك و تعالى- أعزنا بالإسلام و رفعنا به و جعلنا به إخوانا بعد ذلة و قلة و تباغض و تباعد، فجرى الناس على ذلك ما شاء اللَّه، الإسلام دينهم و الحق فيهم و الكتاب إمامهم، حتى أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلاء القوم الذين نزغهم الشيطان لينزع بين هذه الأمة! ألا إن هذه الأمة لا بد مفترقة كما افترقت الأمم قبلها، فنعوذ باللَّه من شر ما هو كائن.

فلما أراد المسير من الرَّبَذَة إلى البصرة قام إليه ابن لرفاعة بن رافع فقال:

أمير المؤمنين، أي شي‌ء تريد و أين تذهب بنا؟ فقال: أما الّذي نريد و ننوي فالإصلاح إن قبلوا منا و أجابونا إليه، قال: فإن لم يجيبونا إليه؟ قال: ندعهم‌

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 13  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست