نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 286
أيهم يعطي؟ إذ كلهم يرجون أن يعطي [1]، فقال: أين علي؟، فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعا به فبصق في عينيه. فبرأ مكانه حتى كأن لم يكن به شيء، فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال علي رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، و أخبرهم بما يجب عليهم، فو اللَّه لأن يهدي بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
و خرّج البخاري في الجهاد في باب ما قيل في لواء النبي [2](صلّى اللَّه عليه و سلّم) و في مناقب علي، و خرّج مسلم في المناقب: كلاهما من حديث حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قد تخلف عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في خيبر كان رمدا، و قال البخاري: و كان به رمد، فقال: أنا أتخلف عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)؟ فلما كان في مساء الليلة التي فتحها اللَّه في صباحها، قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه اللَّه و رسوله، أو قال: يحب اللَّه و رسوله، يفتح اللَّه عليه، فإذا نحن بعلي، و ما نرجوه. فقالوا: هذا على فأعطاه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ففتح اللَّه عليه،
لفظهما فيه متقارب.
و خرّج النسائي [3] من حديث الحسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- و لم يفتح له و أخذه من الغد عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه، فانصرف و لم يفتح له، و أصاب الناس يومئذ شدة و جهد، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): إني رافع لوائي غدا إلى رجل يحب اللَّه و رسوله و يحبه اللَّه و رسوله، لا يرجع حتى يفتح له ربنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فلما أصبح رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الغداة، ثم قام قائما، و دعا باللواء و الناس على مصافهم، فما منا إنسان له منزلة عند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلا هو يرجو أن يكون صاحب اللواء فدعا علي بن
[1] كذا في (الأصل)، و في البخاري: «فغدوا و كلهم يرجو أن يعطي».