نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 86
و الصباة [1] من أهل يثرب يأخذون عيراتكم و أموالكم؟ من أراد مالا فهذا مال، و من أراد قوة فهذه قوة. فمدحه أمية بن [أبي] [2] الصلت بأبيات، و مشى نوفل ابن معاوية الديليّ إلى أهل القوة من قريش فكلمهم في بذل النفقة و الحملان لمن خرج، فقال عبد اللَّه بن أبي ربيعة: هذه خمسمائة دينار فضعها حيث رأيت.
و أخذ من حويطب بن عبد العزى مائتي دينار و ثلاثمائة دينار قوّى بها في السلاح و الظهر، و حمل طعيمة بن عدي على عشرين بعيرا و قواهم و خلفهم في أهله بمعونة، و كان لا يتخلف أحد من قريش إلا بعث مكانه بعيثا، و مشوا إلى أبي لهب فأبي أن يخرج أو يبعث أحدا، و يقال: إنه بعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة- و كان له عليه دين- فقال اخرج، و ديني لك، فخرج عنه [3]. [و كان الدين أربعة آلاف درهم] [4].
استقسامهم بالأزلام و كراهية الخروج إلى بدر
و استقسم أميّة بن خلف و عتبة و شيبة عند هبل بالآمر و الناهي من الأزلام فخرج القدح [5] الناهي عن الخروج. و أجمعوا [6] المقام حتى أزعجهم أبو جهل، و استقسم زمعة بن الأسود فخرج الناهي، و كذلك خرج لعمير بن وهب، و خرج حكيم ابن حزام و هو كاره لمسيره، و قد خرج له القدح الناهي، فلما نزلوا مرّ الظهران [7] نحر أبو جهل جزرا [8]، فكانت جزور منها بها حياة فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه من دمها. و أخذ عدّاس [9] يخذل شيبة و عتبة ابني ربيعة
[1] جمع «صاب» غير مهموز، كقاضي و قضاة، فقد كانت قريش تسمّى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) الصابيء، و المسلمين الصباة.