نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 45
عليه، و اتّعدوا [1] خطم الحجون [2] بأعلى مكة، و تعاهدوا هناك على القيام في نقض الصحيفة، و ما زالوا حتى شقوها، فإذا الأرضة قد أكلتها إلا ما كان من «باسمك اللَّهمّ». و كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قد أخبر عمه أبا طالب بأن اللَّه قد أرسل على الصحيفة الأرضة فأكلت جميع ما فيها إلا ذكر اللَّه تعالى. و
عن موسى بن عقبة عن الزّهري أن النبي قال لعمه: إن الأرضة لم تترك اسما للَّه إلا لحسته، و بقي فيها ما كان من (جور) [3] أو ظلم أو قطيعة رحم.
فلما خرج رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و من معه من الشعب كان له من العمر تسع و أربعون سنة، و كان خروجهم في السنة العاشرة، و قيل: مكثوا في الشعب سنتين، و يقال: إن رجوع من كان مهاجرا بالحبشة إلى مكة كان بعد الخروج من الشعب.
موت خديجة و أبي طالب (عام الحزن)
و مات عقيب ذلك أبو طالب و خديجة، فمات أبو طالب أوّل ذي القعدة، و قيل: في نصف شوال، و لرسول اللَّه من العمر تسع و أربعون سنة و ثمانية أشهر و أحد عشر يوما، و ماتت خديجة رضي اللَّه عنها قبله بخمسة و ثلاثين يوما، و قيل:
كان بينهما خمسة و خمسون يوما، و قيل: ثلاثة أيام، و قيل: كان موتهما بعد الخروج من الشّعب بثمانية أشهر و أحد و عشرين يوما،
فعظمت المصيبة على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بموتهما و سمّاه «عام الحزن» و قال: ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب،
لأنه لم يكن في عشيرته و أعمامه- حاميا له و لا ذابا عنه- (غير أبي طالب) [4].
خروجه إلى الطائف
فخرج و معه زيد بن حارثة إلى الطائف في شوال سنة عشر من النبوة يلتمس من ثقيف النصر لأنهم كانوا أخواله، فكلّم سادتهم، و هم: عبد ياليل و مسعود