نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 389
عليها حموان لها- عبد اللَّه بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر [1] ابن مخزوم المخزومي، و الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر [1] ابن مخزوم- يستجيران بها فأجارتهما.
فدخل عليها أخوها على بن أبي طالب يريد قتلهما، و قال: تجيرين المشركين؟ فحالت دونهما و قالت: و اللَّه لتبدأنّ بي قبلهما! فخرج و لم يكد، فأغلقت عليهما بيتا، و ذهبت إلى خباء رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالبطحاء، فشكت إلى فاطمة (عليها السلام) عليا فلم تشكها، و قالت لها: لم تجيرين المشركين؟
و إذا برسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عليه [2] رهجة الغبار [3]، فقال: مرحبا بفاختة أم هانئ، فقالت: ما ذا لقيت من ابن أمّي علي! ما كدت أنفلت منه! أجرت حموين لي من المشركين، فتفلّت عليهم ليقتلهما، فقال: ما كان ذلك له! قد أمنّا من أمّنت، و أجرنا من أجرت. ثم أمر فاطمة (عليها السلام) فسكبت له ماء فاغتسل، و صلى ثماني ركعات في ثوب واحد ملتحفا به، و ذلك ضحى. و رجعت أم هانئ فأخبرتهما، فأقاما عندها يومين ثم مضيا. و أتى آت فقال: يا رسول اللَّه: الحارث ابن هشام و ابن أبي ربيعة جالسان في ناديهما في الملاء المزعفر [4]! فقال: لا سبيل إليهما فقد أمّناهما.
تجهّز رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) للطواف بالبيت
و مكث (صلى اللَّه عليه و سلم) في منزله ساعة من نهار، و اغتسل و ضفر رأسه ضفائر أربع، [و قيل: بل اغتسل في بيت أم هانئ بمكة]، و صلى ثماني ركعات و ذلك ضحى، و ذلك في الصحيحين [5]، و زاد أبو داود: سلّم من كلّ ركعتين ثم لبس السلاح و مغفرا من حديد، و قد صف له الناس، و ركب القصواء و مرّ و أبو بكر رضي اللَّه عنه إلى جنبه يحادثه، و عبد اللَّه بن أم مكتوم بين يديه من بين الصفا و المروة و
هو يقول:
يا حبذا مكة من وادي* * * [أرض] بها أهلي و عوّادي [6]