نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 383
عزل سعد راية رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)
فقال عبد الرحمن بن عوف و عثمان بن عفان: يا رسول اللَّه! ما نأمن من سعد أن تكون منه في قريش صولة.
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): يا أبا سفيان! اليوم يوم الرحمة [1]، اليوم أعزّ اللَّه فيه قريشا!
و أرسل إلى سعد فعزله، و جعل اللواء إلى قيس بن سعد، فأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة، فأرسل (صلى اللَّه عليه و سلم) بعمامته، فدفع اللواء إلى ابنه قيس. و يقال: دخل سعد بلوائه حتى غرزه بالحجون. و يقال إن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أمر عليا فأخذ الراية، فذهب علي بها حتى دخل بها مكة فغرزها عن الركن، و قيل: بل أمر الزبير بن العوام فأخذ اللواء [2] و صححه جماعة.
مقالة أبي سفيان حين رأى ما رأى
و قال أبو سفيان: ما رأيت مثل هذه الكتيبة قط، و لا خبّرنيه مخبر! ما لأحد به طاقة و لا يدان! لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما! فقال له العباس:
يا أبا سفيان! ليس بملك و لكنه نبوّة. قال: فنعر [3]! قال فانج ويحك فأدرك قومك قبل أن يدخل عليهم.
خروج أبي سفيان إلى مكة و ما كان منه
فخرج أبو سفيان فتقدم الناس كلهم حتى دخل مكة من كداء و هو يقول:
من أغلق بابه فهو آمن! حتى انتهى إلى هند بنت عتبة فأخذت برأسه فقالت:
ما وراءك؟ قال: هذا محمد في عشرة آلاف عليهم الحديد. و قد جعل لي: من دخل داري فهو آمن! قالت: قبحك اللَّه رسول قوم! و جعل يصرخ بمكة! يا معشر قريش! و يحكم! إنه قد جاء ما لا قبل لكم به! هذا محمد في عشرة آلاف عليهم الحديد فأسلموا تسلموا! قالوا! قبحك اللَّه وافد قوم! و جعلت هند تقول: اقتلوا وافدكم هذا، قبحك اللَّه وافد قوم! فيقول! ويلكم! لا تغرنكم هذه من أنفسكم! رأيت ما لم تروا [4] رأيت الرجال و الكراع و السلاح، فما لأحد [5]