نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 375
ثلاثا. فقال أبو سفيان: من هؤلاء؟ قال: بنو بكر. قال: أهل شؤم! هؤلاء الذين غزانا محمد بسببهم، أما و اللَّه ما شوورت [1] فيه و لا علمته، و لقد كنت له كارها حيث بلغني، و لكنه أمر حمّ [2]! قال العباس: قد خار اللَّه لك [3] في غزو محمد لكم. و دخلتم في الإسلام كافة. و مرّت بنو ليث [4]- و هم مائتان و خمسون يحمل لواءهم الصعب بن جثامة [5]- فلما حاذوهما كبروا ثلاثا فقال
[ ()] عبد الملك، و واقد، و أبو سعيد الخدريّ، و عطاء بن يسار، و عروة، و آخرون. و أما شهوده بدرا فهذا محل خلاف بين الأئمة.
[5] هو الصعب بن جثّامة بن قيس بن ربيعة بن عبد اللَّه بن يعمر الليثي، حليف قريش. و اسم جثّامة يزيد، أمه أخت أبي سفيان بن حرب، و اسمها فاختة. و قيل زينب. و كان ينزل ودّان. مات في آخر خلافة أبي بكر، أو في أول خلافة عمر، قال ابن حبان، و يقال: مات في خلافة عثمان، و الأول أثبت. و شهد فتح إصطخر، فقد روي ابن السكن من طريق صفوان بن عمرو، حدثني راشد بن سعد قال: لما فتحت إصطخر نادى مناد: ألا إنّ الدّجال قد خرج،
فلقيهم الصعب بن جثّامة قال: لقد سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)
يقول: لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره.
قال ابن السكن: إسناده صالح. قال الحافظ ابن حجر: فيه إرسال، و هو يردّ على من قال: إنه مات في خلافة أبي بكر.
و قال ابن مندة: كان الصعب ممن شهد فتح فارس.
و قال يعقوب بن سفيان: أخطأ من قال: إن الصعب بن جثّامة مات في خلافة أبي بكر خطأ بينا، فقد روي ابن إسحاق عن عمر بن عبد اللَّه، أنه حدّثه عن عروة، قال: لما ركب أهل العراق في الوليد بن عقبة كانوا خمسة، منهم: الصعب بن جثّامة، و للصعب أحاديث في الصحيح من رواية ابن عباس عنه.
و أخرج أبو بكر بن لال في كتاب المتحابين، من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: آخى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بين عوف بن مالك و الصعب بن جثّامة، رضي اللَّه تعالى عنهما.