responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 362

تعبئة المسلمين و مرورهم على أبي سفيان‌

فأصبح الناس على ظهر [1]، و عبأ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أصحابه، فجعل أبا عبيدة ابن الجراح [2] على المقدّمة،


[1] على استعداد للسفر.

[2] هو عامر بن عبد اللَّه بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر ابن كنانة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشيّ الفهريّ المكّي. أحد السابقين الأولين، عزم الصديق على توليته الخلافة، و أشار به يوم السقيفة، لكمال أهليته عند أبي بكر. يجتمع في النسب هو و النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) في فهر، شهد له النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بالجنة، و سماه أمين الأمة، و مناقبه شهيرة جمة، و غزا غزوات مشهورة، له في صحيح مسلم حديث واحد، و له في جامع أبي عيسى حديث، و له في مسند بقيّ خمسة عشر حديثا.

و قد شهد أبو عبيدة بدرا، فقتل يومئذ أباه، و أبلى يوم أحد بلاء حسنا، و نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) من ضربة أصابته، فانقلعت بهما ثنيتاه، حتى قيل: ما رئي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة، و كان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم.

و كان موصوفا بحسن الخلق، و بالحلم الزائد و التواضع. و لما فرغ الصديق من حرب أهل الردّة، و حرب مسيلمة الكذاب، جهّز أمراء الأجناد لفتح الشام، فبعث أبا عبيدة، و يزيد بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و شرحبيل بن حسنة، فتمّت وقعة أجنادين بقرب الرملة، و نصر اللَّه المؤمنين، فجاءت البشرى، و الصّدّيق في مرض الموت.

ثم كانت وقعة فحل، و وقعة مرج الصّفر، و كان قد سيّر أبو بكر خالدا لغزو العراق، ثم بعث إليه لينجد من بالشام، فقطع المفاوز على بريّة السماوة، فأمّره الصديق على الأمراء كلهم، و حاصروا دمشق، و توفّي أبو بكر، فبادر عمر بعزل خالد، و استعمل على الكل أبا عبيدة، فجاءه التقليد، فكتمه مدة، و كل هذا من دينه و لينه و حلمه، فكان فتح دمشق على يده، فعند ذلك أظهر التقليد، ليعقد الصلح للروم، ففتحوا له باب الجابية صلحا، و إذا بخالد قد افتتح البلد عنوة من الباب الشرقيّ، فأمضى لهم أبو عبيدة الصلح.

و عن المغيرة، أن أبا عبيدة صالحهم على أنصاف كنائسهم و منازلهم، ثم كان أبو عبيدة رأس الإسلام يوم وقعة اليرموك، التي استأصل اللَّه فيها جيوش الروم، و قتل منهم خلق عظيم. و توفي أبو عبيدة رضي اللَّه عنه في سنة ثمان عشرة، و له ثمان و خمسون سنة.

* (مسند أحمد): 1/ 195- 196، (طبقات ابن سعد): 3/ 1/ 409، (التاريخ الكبير): 6/ 444، (التاريخ الصغير): 1/ 40، (المعارف): 247- 248، (تاريخ الطبري):

3/ 202 (الجرح و التعديل): 6/ 635، (المستدرك): 3/ 262- 268، (حلية الأولياء):

1/ 100- 102، (الاستيعاب): 4/ 1710، (صفة الصفوة): 1/ 192، (جامع الأصول): 9/ 20- 21، (الكامل في التاريخ) 2/ 259، (تاريخ الإسلام): 2/ 138،

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست