responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 359

و يروى أن أبا سفيان و حكيما و بديلا لما طلعوا مر [الظهران‌] [1] عشاء، و رأوا النيران و الفساطيط و العسكر راعهم ذلك، فبينا هم كذلك لم يشعروا حتى أخذهم نفر- كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بعثهم عيونا له- بخطم [2] أبعرتهم، و أتوا بهم العسكر، فلقيهم عند ذلك العباس فأجارهم.

دخولهم على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)

و أتى بهم العباس و دخل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فقال: يا رسول اللَّه! أبو سفيان، و حكيم بن حزام، و بديل بن ورقاء، قد أجرتهم، و هم يدخلون عليك! فقال:

أدخلهم. فدخلوا عليه، فمكثوا عنده عامة الليل ليستخبرهم، و دعاهم إلى الإسلام، فأسلم حكيم و بديل. و قال أبو سفيان: أشهد أنّ لا إله إلا اللَّه. فقال رسول اللَّه: و أني رسول اللَّه. قال: و اللَّه يا محمد، إن في النفس من هذا لشيئا بعد، فارجها [3]. ثم قال للعباس: قد أجرناهم، اذهب بهم إلى منزلك. فذهب بهم.

خبر أبي سفيان بعد سماع الأذان‌

فلما أذّن الصبح، أذّن العسكر كلهم، ففزع أبو سفيان من أذانهم و قال:

ما يصنعون؟ أمروا فيّ بشي‌ء؟ قال: لا! و لكنهم قاموا إلى الصلاة! قال أبو سفيان: كم يصلون في اليوم و الليلة؟ قال: يصلون خمس صلوات. قال: كثير و اللَّه! فلما رآهم أبو سفيان يبتدرون وضوء النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، قال: ما رأيت يا أبا الفضل ملكا كهذا! لا ملك [4] كسرى و لا ملك بني الأصفر! فقال العباس:

و يحك آمن! قال: أدخلني عليه. فأدخله، فقال: يا محمد! استنصرت إلهي و استنصرت إلهك، فلا و اللَّه ما لقيتك من مرّة إلا ظفّرت عليّ، فلو كان إلهي حقا و إلهك مبطلا لقد غلبتك! و شهد أن محمدا رسول اللَّه.


[1] زيادة للبيان، و في (خ) «مدعشا».

[2] خطم: جمع خطام، و هو الحبل الّذي يقاد به البعير.

[3] من الإرجاء و هو التأخير، و قد سهلت الهمزة.

[4] في (خ) «إلا ملك كسرى».

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست