responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 353

اللَّه عنهما فقال: أدركا امرأة من مزينة، قد كتب معها حاطب كتابا يحذر قريشا.

فخرجا، فأدركاها، فاستنزلاها، و التمساه [1] في رحلها فلم يجدا [2] شيئا. فقالا لها: إنا نحلف باللَّه ما كذب رسول اللَّه و لا كذبنا، و لتخرجنّ هذا الكتاب! أو لنكشفنّك! فلما رأت منهما الجد قالت: أعرضا عنّي! فأعرضا عنها، فحلّت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب. فجاءا به رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فدعا حاطبا فقال: ما حملك على هذا؟ فقال: يا رسول اللَّه! و اللَّه إني لمؤمن باللَّه و رسوله، ما غيّرت و لا بدّلت، و لكني كنت امرأ ليس لي في القوم أصل و لا عشيرة، و كان لي بين أظهرهم أهل و ولد، فصانعتهم. فقال عمر رضي اللَّه عنه: قاتلك اللَّه! ترى رسول اللَّه يأخذ بالأنقاب، و تكتب إلى قريش تحذرهم!! دعني يا رسول اللَّه أضرب عنقه فإنه قد نافق. فقال: و ما يدريك يا عمر؟ لعل اللَّه اطّلع يوم بدر على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم [3]،

و أنزل اللَّه في حاطب: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَ ما أَعْلَنْتُمْ وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ‌ [4].

و مضت سارّة إلى مكة، و كانت مغنّية، فأقبلت تتغنى بهجاء رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و قد ارتدت عن الإسلام.

دعوة المسلمين من القبائل‌

فلما أبان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) الغزو، أرسل إلى أهل البادية و إلى من حوله من‌


[1] في (خ) «و التماساه».

[2] في (خ) «فلم يجد».

[3] أخرجه أبو داود ج 3 ص 108، 109، 110، باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلما، حديث رقم 2650، أخرجه (البخاري) في المغازي، باب فضل من شهد بدرا، و في التفسير، تفسير سورة الممتحنة، و في الأدب، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولا أو جاهلا و (مسلم) في فضائل أهل بدر، و (الترمذي) في التفسير، تفسير سورة الممتحنة، و (الدارميّ) في الرّقاق، و (أحمد) في (المسند) من حديث على بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، و انظر أيضا (معالم السنن) للخطابي ج 3 ص 110.

[4] أول سورة الممتحنة، و في (خ) «... تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ،» الآية.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست