نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 339
آخرين في رءوسهم مفاحص [1] فافتعلوها بالسيوف. لا تقتلن امرأة و لا صغيرا ضرعا [2] و لا كبيرا فانيا، و لا تغرقن نخلا، و لا تقلعن شجرا، و لا تهدموا بيتا.
من خبر عبد اللَّه بن رواحة
وقال عبد اللَّه بن رواحة: يا رسول اللَّه! مرني بشيء أحفظه عنك. قال:
إنك قادم غدا بلدا، السجود فيه قليل فأكثر السجود. قال: زدني يا رسول اللَّه.
قال: اذكر للَّه، فإنه عون لك على ما تطلب [3]. فقام من عنده، حتى إذا مضى ذاهبا رجع. فقال: يا رسول اللَّه، إن اللَّه وتر يحبّ الوتر! فقال: يا ابن رواحة، ما عجزت فلا تعجزنّ إن أسأت عشرا أن تحسن واحدة. فقال: لا أسألك عن شيء بعدها.
بلوغ المسلمين إلى مصرع الحارث بن عمير
و مضى المسلمون، و قد أمرهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أن ينتهوا إلى مقتل الحارث ابن عمير، و سمع العدو بمسيرهم، فجمعوا لهم. فقام فيهم رجل من الأزد يقال له: شرحبيل [بن عمرو الغساني] [4]، و قدّم [5] الطلائع أمامه، و بعث أخاه سدوس بن عمرو في خمسين فلقوا المسلمين في وادي القرى فقاتلوه و قتلوه. و نزلوا معان [من أرض الشأم] [6]، فبلغهم أن هرقل قد نزل مآب من البلقاء، في مائة ألف من الرّوم و معه بهراء و وائل و بكر و لخم و جذام مائة ألف، عليهم رجل من بليّ، يقال له: مالك.
أول القتال يوم مؤتة، و خوف المسلمين ثم إقدامهم
فأقاموا ليلتين، و أرادوا أن يكتبوا إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالخبر ليردهم أو يزيدهم رجالا، فشجعهم عبد اللَّه بن رواحة و قال: و اللَّه ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد، و لا بكثرة سلاح، و لا بكثرة خيول، إلا بهذا الدين الّذي أكرمنا اللَّه به! انطلقوا،
[1] المفاحص: جمع مفحص، و هو مجثم القطا، و المعنى أن الشيطان قد استوطن في رءوس هؤلاء.