responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 338

الأمراء يوم مؤتة

فلما صلى الظهر جلس في أصحابه و

قال: زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد اللَّه بن رواحة، فإن أصيب عبد اللَّه بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فيجعلوه [1] عليهم.

و عقد لواء أبيض و دفعه إلى زيد بن حارثة، فودّع الناس الأمراء، و خرج معهم إلى مؤتة ثلاثة آلاف. و جعل المسلمون ينادون: دفع اللَّه عنكم و ردكم صالحين غانمين.

وداع جيش مؤتة و وصية الأمراء

و شيّعهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى ثنية الوداع، ثم وقف و هم حوله، و قال:

أوصيكم بتقوى اللَّه، و بمن معكم من المسلمين خيرا. اغزوا بسم اللَّه في سبيل اللَّه، فقاتلوا من كفر باللَّه، لا تغدروا و لا تغلوا و لا تقتلوا وليدا، و إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث، فأيتهن ما أجابوك إليها، فاقبل منهم و اكفف عنهم: ادعهم إلى الدخول في الإسلام، فإن فعلوا فاقبل منهم و اكفف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين و عليهم ما على المهاجرين، و إن دخلوا في الإسلام و اختاروا دارهم، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم اللَّه، و لا يكون لهم في الفي‌ء، و لا في الغنيمة شي‌ء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن فعلوا فاقبل منهم و اكفف عنهم، فإن أبوا فاستعن باللَّه و قاتلهم.

و إن أنت حاصرت أهل حصن أو مدينة فأرادوك أن تستنزلهم على حكم اللَّه فلا تستنزلهم على حكم اللَّه، و لكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أ تصيب حكم اللَّه فيهم أم لا؟ و إن حاصرت أهل حصن أو مدينة فأرادوك على أن تجعل لهم ذمة اللَّه و ذمة رسوله، فلا تجعل لهم ذمة اللَّه و ذمة رسوله، و لكن اجعل لهم ذمتك و ذمة أبيك و ذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا [2] ذمتكم و ذمة آبائكم خير لكم من أن تخفروا ذمة اللَّه و ذمة رسوله.

و ستجدون رجالا في الصوامع معتزلين للناس، فلا تتعرضوا لهم، و ستجدون‌


[1] في (خ) «فليجعلوه».

[2] أخفر الذمة: نقضها.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست