نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 293
أقول لك: لا نأخذ من محمد نصفا [1] أبدا بعد هذا اليوم حتى يدخلها عنوة [2]! فقال مكرز: و أنا أرى ذلك.
رد أبي جندل إلى أسر المشركين
و قال سهيل بن عمرو: هذا أول ما قاضيتك عليه، ردّه!
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): إنا لم نقض الكتاب بعد!
فقال سهيل: و اللَّه لا أكاتبك على شيء حتى ترده إليّ. فرده عليه، و كلمه أن يتركه، فأبى سهيل و ضرب وجهه بغصن من شوك،
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): هبه لي أو أجره من العذاب! فقال: و اللَّه لا أفعل.
فقال مكرز و حويطب: يا محمد، نحن نجيره لك. فأدخلاه فسطاطا فأجاراه، فكف عنه أبوه. ثم
رفع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) صوته فقال: يا أبا جندل: اصبر و احتسب، فإن اللَّه جاعل لك و لمن معك فرجا و مخرجا. إنا قد عقدنا بيننا و بين القوم صلحا، و أعطيناهم على ذلك عهدا، و إنا لا نغدر.
عودة عمر إلى مقالته
و عاد عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فقال: يا رسول اللَّه! أ لست برسول اللَّه؟ قال: بلى! قال: أ لسنا على الحق؟ قال: بلى! قال:
أ ليس عدونا على الباطل؟ قال: بلى! قال: فلم نعطي الدنية في ديننا؟ فقال:
إني رسول اللَّه، و لن أعصيه و لن يضيعني.
فانطلق إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه فقال له مثل ذلك، فأجابه بنحو ما أجاب به رسول اللَّه، ثم قال: و دع عنك ما ترى يا عمر. فوثب إلى أبي جندل يمشي إلى جنبه، و سهيل يدفعه، و عمر يقول: اصبر يا أبا جندل، فإنما هم المشركون، و إنما دم أحدهم دم كلب! و إنما هو رجل، و معه [3] السيف يحرضه على قتل أبيه. و جعل يقول: يا أبا جندل! إن الرجل يقتل أباه في اللَّه! و اللَّه لو أدركنا آباءنا لقتلناهم في اللَّه، فرجل برجل. فقال له أبو جندل: مالك لا تقتله أنت؟ قال عمر: نهاني رسول اللَّه عن قتله و قتل غيره.