نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 291
بعثة قريش إلى عبد اللَّه بن أبيّ
و بعثت قريش إلى عبد اللَّه بن أبي بن سلول: إن أحببت أن تدخل فتطوف بالبيت فافعل، فقال له ابنه: يا أبت! أذكرك اللَّه أن تفضحنا في كل موطن! تطوف و لم يطف رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)! فأبى حينئذ و قال: لا أطوف حتى يطوف رسول اللَّه. فبلغ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) كلامه، فسرّ به.
رجوع سهيل إلى قريش و عودتهم إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)
و رجع سهيل و حويطب و مكرز فأخبروا قريشا بما رأوا من سرعة المسلمين إلى التنعيم [1] فأشار أهل الرأي بالصلح على أن يرجع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و يعود من قابل فيقيم ثلاثا، فلما أجمعوا على ذلك أعادوا سهيلا و صاحبيه ليقروا هذا. فلما رآه النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: أراد القوم الصلح. و كلم رسول اللَّه، فأطالا الكلام و تراجعا، و ارتفعت الأصوات، و كان (صلى اللَّه عليه و سلم) يومئذ جالسا متربعا، و عباد بن بشر، و سلمة ابن أسلم بن حريش مقنّعان بالحديد قائمان على رأسه. فلما رفع سهيل صوته قالا:
اخفض صوتك عند رسول اللَّه! و سهيل بارك على ركبتيه [2]، رافع صوته، و المسلمون عند رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) جلوس.
خبر الصلح و غضب عمر بن الخطاب
فلما اصطلحوا و لم يبق إلا الكتاب،
وثب عمر رضي اللَّه عنه فقال: يا رسول اللَّه! أ لسنا بالمسلمين؟ قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): بلى! فقال: فعلام [3] نعطي الدنية في ديننا؟ فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): أنا عبد اللَّه و رسوله و لن أخالف أمره، و لن يضيعني.
فذهب عمر إلى أبي بكر رضي اللَّه عنهما فقال: يا أبا بكر! أ لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى! قال: فلم نعطي الدنية في ديننا؟ فقال: الزم غرزه [4]! فإنّي أشهد أنه رسول اللَّه، و أن الحق ما أمر به، و لن يخالف أمر اللَّه، و لن يضيعه اللَّه. و
لقي عمر رضي اللَّه عنه من القضية أمرا كبيرا، و جعل يردّد على رسول
[1] التنعيم: موضع بمكة في الحل، و هو بين مكة و سرف (معجم البلدان) ج 2 ص 49.