نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 287
استنفروا لك، و هم يقسمون باللَّه لا يخلون بينك و بين البيت حتى تجتاحهم، و إنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين: إما أن تجتاح قومك- فلم نسمع برجل اجتاح أصله قبلك- أو بين أن يخذلك من نرى معك، فإنّي لا أرى معك إلا أوباشا [1] من الناس لا أعرف وجوههم و لا أنسابهم، فغضب أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه و قال: امصص ببظر اللات! أ نحن نخذله؟ فقال: أما و اللَّه لو لا يد لك عندي لأجبتك! و طفق عروة يمس لحية رسول اللَّه و هو يكلمه، و المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك قائم على رأسه بالسيف، فقرع يد عروة [و هو عمه] و قال: اكفف يدك عن مس لحية رسول اللَّه قبل ألا تصل إليك، فلما فرغ عروة من كلامه، ورد عليه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) كما قال لبديل بن ورقاء، عاد إلى قريش فقال: يا قوم، قد وفدت على كسرى و هرقل و النجاشي، و إني و اللَّه ما رأيت ملكا قط أطوع فيمن هو بين ظهرانيه من محمد في أصحابه، و اللَّه ما يشدون [2] إليه النظر، و ما يرفعون عنده الصوت، و ما يكفيه إلا أن يشير إلى امرئ فيفعل، و ما يتنخّم و ما يبصق إلا وقعت في يدي رجل منهم يمسح بها جلده، و ما يتوضأ من وضوء إلا ازدحموا عليه أيهم يظفر منه بشيء. و قد حزرت القوم، و اعلموا أنكم إن أردتم السيف بذلوه لكم، و قد رأيت قوما لا يبالون ما يصنع بهم إذا منعوا صاحبهم، و اللَّه لقد رأيت نسيّات [3] معه، إن كنّ ليسلمنه أبدا على حال، فروا رأيكم. و قد عرض عليكم خطة، فمادوه [4] يا قوم. أقبلوا ما عرض فإنّي لكم ناصح، مع أني أخاف ألا تنصروا عليه. رجل أتى هذا البيت معظّما له مع الهدي ينحره و ينصرف! فقالوا: لا تكلم بهذا يا أبا يعفور! لو غيرك تكلم بهذا! و لكن نرده في عامنا هذا و يرجع إلى قابل.
بعثة مكرز بن حفص إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)
ثم جاء مكرز بن حفص بن الأخيف بن علقمة بن عبد الحارث بن الحارث ابن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤيّ بن غالب بن فهر- فلما طلع
قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): إن هذا رجل غادر (و في رواية: هذا رجل فاجر)
و جاء،
[1] الأوباش و الأوشاب بمعنى، و هم الأخلاط من الناس و غيرهم.