responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 284

مكة، فوقعت يد راحلته (صلى اللَّه عليه و سلم) على ثنية تهبط على غائط [1]، فبركت، فقال المسلمون: حل حل [يزجرونها]- فأبت أن تنبعث، فقالوا: خلأت القصواء [2]!

فقال: إنها ما خلأت، و لا هو لها بعادة، و لكن حبسها حابس الفيل، أما و اللَّه لا يسألوني اليوم خطة فيها تعظيم حرمة اللَّه إلا أعطيتهم إياها.

ثم زجروها فقامت، فولى راجعا حتى نزل بالناس على ثمد من ثماد [3] الحديبيّة [ظنون‌] قليل الماء.

خبر جيشان الماء من الثمد

و اشتكى الناس قلة الماء، فانتزع سهما من كنانته فأمر به فغرز في الثمد، فجاشت لهم بالرواء حتى صدروا عنه بعطن، و إنهم ليغترفون بآنيتهم جلوسا على شفير البئر. و كان الّذي نزل بالسهم ناجية بن جندب، و قيل: ناجية بن الأعجم، و قيل: خالد بن عبادة [4] الغفاريّ، و قيل: البراء بن عازب.

مقالة المنافقين في دليل النبوة

و كان على الماء نفر من المنافقين، الجدّ بن قيس، و أوس [بن خوليّ‌] [5]، و عبد اللَّه بن أبي، فقال أوس بن خولي: ويحك يا أبا الحباب! أما آن لك أن تبصر ما أنت عليه! أبعد هذا شي‌ء؟ فقال: إني قد رأيت مثل هذا. فقال أوس:

قبحك اللَّه و قبح رأيك! فأقبل ابن أبي [6] يريد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فقال: أي أبا الحباب! أين رأيت مثل ما رأيت اليوم؟ فقال: ما رأيت مثله قط! قال: فلم قلت ما قلت؟ فقال عبد اللَّه بن أبي: أستغفر اللَّه. فقال ابنه: يا رسول اللَّه! استغفر له! فاستغفر له.


[1] الغائط: من الغوط، و هو المطمئن الواسع من الأرض (ترتيب القاموس) ج 3 ص 428.

[2] خلأت الناقة خلئا: حرنت: (المعجم الوسيط) ج 1 ص 248.

[3] الثّمد: مكان اجتماع الماء، ثمد الماء: قلّ (المرجع السابق) ص 100.

[4] في (خ) «عبادة».

[5] ظاهر العبارة يوهم أن أوس بن خولي من المنافقين، و هو ليس منهم، و ما بين القوسين زيادة للبيان.

[6] في (خ) «فأقبل أبي».

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست