نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 270
و كانوا بفدك [1] في شعبان منها، و معه مائة رجل. و قد أجمعوا [يعني بني سعد ابن بكر] [2] على أن يمدوا يهود خيبر. فسار ليلا و كمن نهارا، حتى [إذا] [2] انتهى إلى ماء بين خيبر و فدك يقال له: الهمج، وجد عينا لبني سعد قد بعثوه إلى خيبر- لتجعل لهم يهود من ثمرها كما جعلوا لغيرهم، حتى يقدموا عليهم- فدلهم على القوم بعد ما أمّنوه. فسار عليّ حتى أغار على نعمهم و ضمّها، و فرّت رعاتها فأنذرت القوم. و قد تجمّعوا مائتي رجل، و عليهم وبر بن عليم [3]، فتفرقوا. و انتهى عليّ بمن معه فلم ير منهم أحدا، و ساق النّعم: و هي خمسمائة بعير و ألفا شاة، فعزل الخمس و صفىّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) لقوحا تدعى (الحفذة) [4]، ثم قسم ما بقي، و قدم المدينة.
ثم كانت سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزارية، بناحية وادي القرى: على سبع ليال من المدينة، في رمضان سنة ست، و سببها أن زيدا خرج في تجارة إلى الشام، [و معه بضائع لأصحاب النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)] [6]، فخرج عليه- دوين وادي القرى- ناس من بني بدر من فزارة فضربوه، و من معه حتى ظنوا أنهم قتلوه، و أخذوا ما كان معه، ثم تحامل حتى قدم المدينة. فبعثه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في سرية إلى بني فزارة، فكان يكمن نهاره و يسير ليله، و نذرت بهم بنو بدر فاستعدّوا، فلما كان زيد و من معه على مسيرة ليلة أخطأ بهم دليلهم الطريق، حتى صبحوا القوم فأحاطوا بهم، فقتل سلمة بن الأكوع رجلا منهم، و أخذ [سلمة بن] [7] سلامة بن وقش، [و يقال: بل سلمة بن الأكوع، و اسم
[1] فدك: قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان، و قيل ثلاثة. (معجم البلدان) ج 4 ص 238.
[3] في (خ) «و برب عليم» و التصويب من: (ابن سعد) ج 2 ص 90 و (الواقدي) ج 2 ص 562.
[4] كذا في (خ)، و (ابن سعد) ج 2 ص 90 و في (الواقدي) ج 2 ص 563: «الجفدة» مضبوطة.
[5] قال (الميداني) في (مجمع الأمثال) ج 2 ص 323: قال الأصمعي: هي امرأة فزارية، و كانت تحت مالك بن حذيفة بن بدر و كان يعلّق في بيتها خمسون سيفا لخمسين فارسا كلهم محرم» ذكره تعليقا على المثل رقم 164 و هو: «أمنع من أمّ قرفة» و في (جمهرة الأمثال) (لأبي هلال العسكري): رقم 1244 «أعزّ من أم قرفة» ج 2 ص 66.